جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المجاز

صفحة 273 - الجزء 1

  ومن ثم كانت هي والتشبيه المبنية عليه غرض البلغاء الذين يتسامون إليه، ويتفاوتون في إصابته، وقد كثر ذلك في القرآن الكريم كثرة كانت إحدى الحجج على إعجازه.

  والاستعارة ميدان فسيح من ميادين البلاغة، وهي أبلغ من التشبيه لأنها تضع أمام المخاطب بدلا من المشبه صورة جديدة تملك عليه مشاعرة وتذهله عما ينطوى تحتها من التشبيه وعلى مقدار ما في تلك الصورة من الروعة، وسموّ الخيال، تكون البلاغة في الاستعارة.

  وأبلغ أنواع الاستعارة المرشحة لذكر ما يناسب المستعار منه فيها، بناء على الدعوى بأن المستعار له هو عين المستعار منه.

  ثم تليها المطلقة لترك ما يناسب الطرفين فيها، بناء على دعوى التساوي بينهما.

  ثم تليها المجردة لذكر ما يناسب المستعار له فيها، بناء على تشبيهه بالمستعار منه.

  ولا بد في الاستعارة، وفي التمثيل على سبيل الاستعارة، من مراعاة جهات حسن التشبيه، كشمول وجه الشبه للطرفين ومن كون التشبيه وافيا بإفادة الغرض، ومن عدم شم رائحة التشبيه لفظا، ويجب أن يكون وجه الشبه بين الطرفين جليا، لئلا تصير الاستعارة والتمثيل تعمية.