الباب الثاني في المجاز
  المفرد، والمذكر، وفروعهما بلفظ واحد من غير تغيير ولا تبديل عن مورده الأول وإن لم يطابق المضروب له.
  ولذا كانت هذه الاستعارة محط أنظار البلغاء، لا يعدلون بها إلى غيرها إلا عند عدم إمكانها، فهي أبلغ أنواع المجاز مفردا أو مركبا، إذ مبناها تشبيه التمثيل الذي قد عرفت أن وجه الشّبه فيه هيئة منتزعة من أشياء متعددة.
= فالحقيقية: هي ما حدث موردها في الوجود. والفرضية: ما لم يحدث موردها في الوجود وإنما اخترعت على لسان حيوان أو غيره.
ولكل مثل (مورد) وهو الحالة القديمة التي قيل فيها لأول مرة. ولكل مثل (مضرب) وهو الحالة الجديدة التي استعير لها.
وكما تكون الأمثال نثرا تكون شعرا، وتضرب كما وردت دون تغيير في لفظها.
للأمثال الحقيقية أسباب ونتائج، تفيد المجتمع الإنساني.
منها، كونها مرآة صقلية للمواعظ والعبر. ومنها، كونها مقياسا لرقي الأمة ولسان أخلاقها. ومنها، كونها مجموعة نفيسة من السلف إلى الخلف. أما الأمثال الفرضية فهي عظة للعاقل ومسلاة للجاهل. وأشهر الكتب الجامعة للأمثال: كتاب «مجمع الأمثال»، للميداني. «جمهرة الأمثال»، لأبي هلال العسكري. «العقد الفريد»، لابن عبد ربه. كتاب «كليلة ودمنة»، لابن المقفع، وغيرهم. ولا يسمى القول مثلا إلا إذا سار وذاع بين الناس جميعا. ومما تقدم شرحه في تشبيه التمثيل، والاستعارة التمثيلية، يعلم الفرق بين كل منهما في الجدول الآتي للموازنة بينهما.
تشبيه التمثيل ١ - تشبيه التمثيل يذكر فيه المشبه والأداة
٢ - تشبيه التمثيل يجوز أن يكون بين مفردين مثل: المنافق كالحرباء
٣ - تشبيه التمثيل لا يصلح استعارة دون حذف
٤ - تشبيه التمثيل لا يحتاج إلى قرينة معه تدل على حقيقته
٥ - تشبيه التمثيل نوع من الحقيقة
الاستعارة التمثيلية ١ - الاستعارة التمثيلية لا تكون إلا في التراكيب
٢ - الاستعارة التمثيلية نوع من المجاز فهي لذلك أبلغ منه
٣ - الاستعارة التمثيلية تحتاج إلى قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي
٤ - الاستعارة التمثيلية يحذف منها المشبه والأداة ولا يبقى فيها من أركان التشبيه إلا ما كان مشبها به فقط
٥ - الاستعارة التمثيلية تصلح مشبها به دون حذف. والتشبيه معها أكثر ما يكون غير تمثيل