جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثالث في الكناية وتعريفها وأنواعها

صفحة 277 - الجزء 1

الباب الثالث في الكناية وتعريفها وأنواعها

  الكناية⁣(⁣١) لغة: ما يتكلم به الإنسان، ويريد به غيره. وهي: مصدر كنيت، أو كنوت


(١). توضيح المقام: أنه إذا أطلق اللفظ، وكان المراد منه غير معناه، فلا يخلو إما: أن يكون معناه الأصلي مقصودا أيضا، ليكون وسيلة إلى المراد. وإما، ألا يكون مقصودا، فالأول: الكناية، والثاني: المجاز.

فالكناية: هي أن يريد المتكلم إثبات معنى من المعاني، فلا يذكره باللفظ الموضوع له ولكن يجئ إلى معنى هو مرادفه، فيومئ به إلى المعنى الأول، ويجعله دليلا عليه. أو الكناية: هي اللفظ الدال على ما له صلة بمعناه الوضعي، لقرينة لا تمنع من إرادة الحقيقة، كفلان نقي الثوب، أي مبرأ من العيب، وكلفظ «طويل النجاد» المراد به طول القامة، فإنه يجوز أن يراد منه طول النجاد أي علاقة السيف أيضا، فهي تخالف المجاز من جهة إمكان إرادة المعنى الحقيقي مع إرادة لازمة.

بخلاف المجاز فإنه لا يجوز فيه إرادة المعنى الحقيقي لوجود القرينة المعانة من إرادته.

ومثل ذلك قولهم «كثير الرماد» يعنون به أنه كثير القرى والكرم، وقول الحضرمي: [الكامل]

قد كان تعجب بعضهن براعتي ... حتى رأين تنحنحي وسعالي

كنى عن كبر السن بتوابعه، وهي التنحنح والسعال.

وقولهم: المجد بين ثوبيه والكرم بين برديه، وقوله: [الكامل]

إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج =