(11) حسن التعليل
  أ - فالأول: وصف ثابت غير ظاهر العلة، كقوله: [البسيط]
  بين السيوف وعينيها مشاركة ... من أجلها قيل للأجفان أجفان
  وقوله: [الكامل]
  لم يحك نائلك السحاب وإنما ... حمّت به فصبيبها الرّحضاء(١)
(١). أي أنّ السحائب لا تقصد محاكاة جودك بمطرها لأن عطاءك المتتابع أكثر من مائها وأغزر، ولكنها حمت حسدا لك.
فالماء الذي ينصب منها هو عرق تلك الحمى، فالرحضاء عرق الحمى:
وكقوله: [البسيط]
ولم يطلع البدر إلا من تشوقه ... إليك حتى يوافي وجهك النضرا
ولا تغيب إلا عند خجلته ... لما رآك فولى عنك واستترا
وكقوله: [الوافر]
سألت الأرض لم كانت مصلى ... ولم جعلت لنا طهرا وطيبا
فقالت غير ناطقة لأنى ... حويت لكل إنسان حبيبا
وكقوله:
عيون تبر كأنها سرقت ... سواد أحداقها من الغسق
فإن دجا ليلها بظلمته ... تضمها خيفة من السرق
وكقوله: [البسيط]
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها ... وإنما رقصت من عدله طربا
وكقوله: [الكامل]
لا تنكروا خفقان قلبي ... والحبيب لدي حاضر
ما القلب إلا داره ... دقت له فيها البشائر
وكقوله: [الوافر]
أرى بدر السماء يلوح حينا ... ويبدو ثم يلتحف السحابا
وذاك لأنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا وغابا =