جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(11) حسن التعليل

صفحة 303 - الجزء 1

  أ - فالأول: وصف ثابت غير ظاهر العلة، كقوله: [البسيط]

  بين السيوف وعينيها مشاركة ... من أجلها قيل للأجفان أجفان

  وقوله: [الكامل]

  لم يحك نائلك السحاب وإنما ... حمّت به فصبيبها الرّحضاء⁣(⁣١)


(١). أي أنّ السحائب لا تقصد محاكاة جودك بمطرها لأن عطاءك المتتابع أكثر من مائها وأغزر، ولكنها حمت حسدا لك.

فالماء الذي ينصب منها هو عرق تلك الحمى، فالرحضاء عرق الحمى:

وكقوله: [البسيط]

ولم يطلع البدر إلا من تشوقه ... إليك حتى يوافي وجهك النضرا

ولا تغيب إلا عند خجلته ... لما رآك فولى عنك واستترا

وكقوله: [الوافر]

سألت الأرض لم كانت مصلى ... ولم جعلت لنا طهرا وطيبا

فقالت غير ناطقة لأنى ... حويت لكل إنسان حبيبا

وكقوله:

عيون تبر كأنها سرقت ... سواد أحداقها من الغسق

فإن دجا ليلها بظلمته ... تضمها خيفة من السرق

وكقوله: [البسيط]

ما زلزلت مصر من كيد يراد بها ... وإنما رقصت من عدله طربا

وكقوله: [الكامل]

لا تنكروا خفقان قلبي ... والحبيب لدي حاضر

ما القلب إلا داره ... دقت له فيها البشائر

وكقوله: [الوافر]

أرى بدر السماء يلوح حينا ... ويبدو ثم يلتحف السحابا

وذاك لأنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا وغابا =