الباب الأول في المحسنات المعنوية
  وقوله: [الكامل]
  زعم البنفسج أنه كعذاره ... حسنا، فسلوا من قفاه لسانه
  فخروج ورقة البنفسج إلى الخلف لا علة ظاهرة له، لكنه ادعى أن علته الافتراء على المحبوب.
  ب - أو وصف ثابت ظاهر العلة، غير التي تذكر، كقول المتنبي: [الرمل]
  ما به قتل أعاديه ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذّئاب
  فإن قتل الأعادي عادة للملوك، لأجل أن يسلموا من أذاهم وضرهم ولكن المتنبي اخترع لذلك سببا غريبا، فتخيل أن الباعث له على قتل أعاديه لم يكن إلا ما اشتهر وعرف به، حتى لدى الحيوان الأعجم من الكرم الغريزي، ومحبته إجابة طالب الإحسان ومن ثم فتك بهم، لأنه علم، أنه إذا غدا للحرب، رجت الذئاب أن يتسع عليها رزقها. وتنال من لحوم أعدائه القتلى، وما أراد أن يخيب لها مطلبا.
  والثاني: وصف غير ثابت، وهو:
  ١ - إما ممكن كقول مسلم بن الوليد: [البسيط]
  يا واشيا حسنت فينا إساءته ... نجى حذارك إنساني من الغرق
  فاستحسان إساءة الواشي ممكن، ولكنه لما خالف الناس فيه، عقبه بذكر سببه وهو أن
= وكقوله: [الطويل]
لما تؤذن الدنيا به في صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وكقوله: [المتقارب]
ولو لم تكن ساخطا لم أكن ... أذم الزمان وأشكو الخطوبا
وكقوله: [الكامل]
قد طيب الأفواه حسن ثنائه ... من أجل ذا تجد الثغور عذابا