جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(14) المزاوجة

صفحة 307 - الجزء 1

  وكان فقيرا، ليس له كسوة تقيه البرد، فكتب إليهم يقول: [الكامل]

  أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة ... وأتى رسولهم إليّ خصيصا

  قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ... قلت أطبخوا لي جبة وقميصا⁣(⁣١)

  وكقوله:

  من مبلغ أفناء يعرب كلها ... أني بنيت الجار قبل المنزل

  وكقوله:

  ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

(١٤) المزاوجة

  المزاوجة: هي أن يزاوج المتكلم بين معنيين في الشرط والجزاء، بأن يرتب على كل منهما معنى رتب على الآخر، كقوله: [الطويل]

  إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر

  زاوج بين النهي والإصاخة في الشرط والجزاء بترتيب اللجاج عليهما.

  وكقوله: [الطويل]

  إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها

  زاوج⁣(⁣٢) بين الاحتراب أي التحارب وبين تذكر القربى، في الشرط والجزاء بترتيب الفيض عليهما.

(١٥) الطي والنشر

  الطي والنشر: أن يذكر متعدد، ثم يذكر ما لكل من أفراده شائعا من غير تعيين، اعتمادا على تصرف السامع في تمييز ما لكل واحد منها، وردّه إلى ما هو له وهو نوعان:


(١). أي خيطوا لي جبة وقميصا، فذكر الخياطة بلفظ، الطبخ لوقوعه في صحبة طبخ الطعام.

(٢). المزاوجة: يقال زاوج أي خالط وأشبه بعضه بعضا في السجع أو الوزن.