جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(18) التقسيم

صفحة 310 - الجزء 1

(١٨) التقسيم

  التقسيم: هو أن يذكر متعدد، ثم يضاف إلى كل من أفراده، ما له على جهة التعيين نحو:

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ٤ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ}⁣[سورة الحاقة: ٤ - ٦].

  وكقوله: [البسيط]

  ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحيّ والوتد

  هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشجّ فلا يرثي له أحد

  وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين:

  أوّلهما: أن تستوفى أقسام الشيء نحو قوله تعالى: {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى}⁣[طه: ٦]

  وثانيهما: أن تذكر أحوال الشيء مضافا إلى كل منها ما يليق به كقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}⁣[المائدة: ٥٤]، وكقوله: [الطويل]

  سأطلب حقي بالقنا ومشايخ ... كأنهم من طول ما التثموا مرد

  ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا ... كثير إذا شدّوا قليل إذا عدّوا

(١٩) الجمع مع التفريق

  الجمع مع التفريق: أن يجمع المتكلم بين شيئين في حكم واحد، ثم يفرق بين جهتي إدخالهما كقوله تعالى: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}⁣[الأعراف: ١٢].

  وكقوله: [المتقارب]

  فوجهك كالنار في ضوئها ... وقلبي كالنّار في حرها