جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(20) الجمع مع التقسيم

صفحة 311 - الجزء 1

(٢٠) الجمع مع التقسيم

  الجمع مع التقسيم: أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد. ثم يقسم ما جمع أو: يقسم أوّلا، ثم يجمع.

  فالأول: نحو: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} وكقول المتنبي [البسيط]

  حتى أقام على أرباض خرشنة⁣(⁣١) ... تشقى به الروم والصلبان والبيع

  للرق ما نسلوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

  ونحو: [الطويل]

  سأطلب حقي بالقنا ومشايخ⁣(⁣٢) ... كأنهم من طول ما التثموا مرد

  ثقال إذا لاقوا، خفاف إذا دعوا ... كثير إذا شدوا قليل إذ عدوا

  والثاني: كقول حسان: [البسيط]

  قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

  سجية تلك فيهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع

(٢١) المبالغة

  المبالغة: هي أن يدعي المتكلم لوصف، بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستبعدا، أو مستحيلا، وتنحصر في ثلاثة أنواع:

  ١ - تبليغ: إن كان ذلك الادعاء للوصف من الشدة أو الضعف ممكنا عقلا وعادة، نحو قوله تعالى:

  {ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها}⁣[النور: ٤٠] وكقوله في وصف فرس: [الوافر]

  إذا ما سابقتها الريح فرّت ... وألقت في يد الريح الترايا


(١). الأرباض: جمع ربض وهو ما حول المدينة، وخرشنة، بلد بالروم.

(٢). القنا: الرماح، والمشايخ أصحابه، أي يطلب حقه بنفسه ومستعينا بأصحابه المجربين المحنكين، ولذلك جعلهم مشايخ.