(22) المغايرة
  ٢ - وإغراق: إن كان الادعاء للوصف من الشدة أو الضعف ممكنا عقلا، لا عادة كقوله: [الوافر]
  ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث ما لا
  ٣ - وغلو(١): إن كان الادعاء للوصف من الشدة أو الضعف مستحيلا عقلا وعادة كقوله: [الوافر]
  تكاد قسيّة من غير رام ... تمكن في قلوبهم النبالا
(٢٢) المغايرة
  المغايرة: هي مدح الشيء بعد ذمه، أو عكسه كقول الحريري في مدح الدينار: «أكرم به أصفر راقت صفرته». بعد ذمه في قوله: «تبّاله من خادع ممارق».
(١). أما الغلو: فمنه مقبول، ومنه مردود: فالمقبول ثلاثة أنواع:
أحدها ما اقترن به ما يقربه للصحة. «كفعل مقاربة» نحو: قوله تعالى: {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ} أو «أداة فرض» نحو قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}.
وثانيها ما تضمن حسن تخييل، كقول المتنبي:
عقدت سنابكها عليها عثيرا ... لو تبتغي عنقا عليه لأمكنا (١)
وقول المعرى:
يذيب الرعب منه كل عضب ... فلولا الغمد يمسكه لسالا
وثالثها ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة، كقول النظام:
تو همه طرفي فآلم طرفه ... فصار مكان الوهم في خده أثر
ومر بفكري خاطرا فجرحته ... ولم أر خلقا قط يجرحه الفكر
وقول الآخر:
لك أنف يا ابن ... حرب أنفت منه الأنوف
أنت في القدس تصلي ... وهو في البيت يطوف
(١) السنابك جمع سنبك وهو طرف مقدم الحافر. والعثير الغبار. والعنق ضرب من السير سريع فسيح الخطو، يقول إن حوافر هذه الخيل عقدت فوقها غبارا كثيفا، حتى لو أرادت السير عليه لكان يحملها، كالأرض لشدة كثافته.