جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(36) تجاهل العارف

صفحة 324 - الجزء 1

  ب - أن يقع العكس بين متعلقي فعلين في جملتين كقوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}⁣[الروم: ١٩].

  ج - أن يقع العكس بين لفظين في طرفي الجملتين كقوله تعالى: {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}⁣[الممتحنة: ١٠].

  د - أن يقع العكس بين طرفي الجملتين نحو قول الشاعر: [الطويل]

  طويت بإحراز الفنون ونيلها ... رداء شباب والجنون فنون

  فحين تعاطيت الفنون وحظها ... تبين لي أن الفنون جنون

  ه - أن يكون العكس بترديد مصراع البيت معكوسا نحو قول الشاعر: [الخفيف]

  إن للوجد في فؤادي تراكم ... ليت عيني قبل الممات تراكم

  في هواكم يا سادتي مت وجدا ... مت وجدا يا سادتي في هواكم

(٣٦) تجاهل العارف

  تجاهل العارف: هو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة، تجاهلا لنكتة، كالتّوبيخ، في قوله: [الطويل]

  أيا شجر الخابور ما لك مورق ... كأنك لم تجزع على ابن طريف

  أو المبالغة في المدح، كقول البحتري: [البسيط]

  ألمع برق سرى أم ضوء مصباح؟ ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي

  أو المبالغة في الذم، كقول زهير: [الوافر]

  وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء

  أو التعجب نحو: {أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}⁣[الطور: ١٥] إلى غير ذلك من الأغراض البديعية التي لا تحصى.