1 - الجناس
  والجناس التام: مما لا يتفق للبليغ إلا على ندور وقلة، فهو لا يقع موقعه من الحسن حتى يكون المعنى هو الذي استدعاه وساقه، وحتى تكون كلمته مما لا يبتغي الكاتب منها بدلا، ولا يجد منها حولا.
  وامّا: الجناس غير التام: فهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد أو أكثر من الأربعة السابقة، واختلافهما، يكون إما:
  بزيادة حرف. في الأول: نحو: دوام الحال من المحال. أو في الوسط نحو: جدّي جهدي أو في الآخر نحو: الهوى مطية الهوان. والأول يسمى مردوفا. والثاني يسمى مكتنفا. والثالث مطرفا.
  أو باختلاف حرف في الأول كقوله تعالى: {ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}[غافر: ٧٥] وفي الوسط كقول الشاعر: [الوافر]
  فإن حلوا فليس لهم مقرّ ... وإن رحلوا فليس لهم مقر
  وفي الاخر كقوله #: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».
  ومن اختلاف أعدادها، قولك: هذا بناء ناء.
  ومن اختلاف ترتيب الحروف، قوله: في حسامه فتح لأوليائه، وحتف لأعدائه.
  ومن اختلاف الهيئة، قول الشاعر: [البسيط]
  الجدّ في الجدّ والحرمان في الكسل ... فانصب تصب عن قريب غاية الأمل.
  ٢ - ومنها: الجناس المطلق: وهو توافق ركنيه في الحروف وترتيبها بدون أن يجمعهما اشتقاق، كقوله ÷ «أسلم» سالمها اللّه، «وغفار» غفر اللّه لها، «وعصية» عصت اللّه ورسوله.
  فإن جمعهما اشتقاق نحو: {لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ}[الكافرون: ٣]