جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

1 - الجناس

صفحة 336 - الجزء 1

أنواع الجناس المعنوي

  الجناس المعنويّ: نوعان: جناس إضمار وجناس إشارة.

  أ - فجناس الإضمار أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظا آخر وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السّياق مثل قوله: [البسيط]

  «منعّم» الجسم تحكي الماء رقته ... وقلبه «قسوة» يحكي أبا أوس

  وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي أوس يحضر في الذّهن اسمه، وهو حجر؛ وهو غير مراد؛ وإنما المراد: الحجر المعلوم، وكان هذا النوع في مبدئه مستنكرا، ولكنّ المتأخرين ولعوا به، وقالوا منه كثيرا. فمن ذلك قول البهاء زهير: [البسيط]

  وجاهل طال به عنائي ... لا زمني وذاك من شقائي

  أبغض للعين من الأقذاء ... أثقل من شماتة الأعداء

  فهو إذا رأته عين الرائي ... أبو معاذ أو أخو الخنساء

  ب - وجناس الإشارة هو ما ذكر فيه أحد الركنين، وأشير للآخر بما يدل عليه، وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به. نحو: [المجتث]

  يا «حمزة» اسمح بوصل ... وامنن علينا بقرب

  في ثغرك اسمك أضحى ... مصحّفا وبقلبي

  فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين: وهو حمزة، وأشار إلى الجناس فيه، بأن مصحفه، في ثغره، اى خمره وفي قلبه، اى جمرة وبعد: فاعلم أنه لا يستحسن الجناس، ولا يعدّ من أسباب الحسن، إلا إذا جاء عفوا، وسمح به الطبع من غير تكلف، حتى لا يكون من أسباب ضعف القول وانحطاطه، وتعرّض قائله للسخرية والاستهزاء.