خاتمة في السرقات الشعرية وما يتبعها
  مع قول غيره: [البسيط]
  من راقب الناس مات همّا ... وفاز باللذّة الجسور
  فإن الثاني أعذب وأخصر.
  وإن امتاز الأول فقط فالثاني مذموم. وإن تساويا فالثاني لا يذمّ، ولا يمدح، والفضل للسابق.
  ج - والسّلخ: ويسمّى إلماما: وهو أن يأخذ السّارق المعنى وحده، فإن امتاز الثاني فهو أبلغ، نحو قول الشاعر: [الطويل]
  هو الصنع أن يعمل فخير وإن يرث ... فللرّيث في بعض المواضع أنفع
  مع قول غيره: [الخفيف]
  ومن الخير بطء سيبك عنّي ... أسرع السّحب في المسير الجهام
  وإن امتاز الأول: فالثاني مذموم، وإن تماثلا فهو أبعد عن الذم، كقوله: [الوافر]
  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا
  مع قول الآخر: [المتقارب]
  وليس بأوسمهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع
  ويتّصل بالسرقات الشعرية؛ ثمانية أمور: الاقتباس، والتضمين، والعقد، والحلّ والتّلميح، والابتداء، والتخلّص، والانتهاء.
  ١ - الاقتباس: هو أن يضمّن المتكلم منثوره، أو منظومه، شيئا من القرآن، أو الحديث، على وجه لا يشعر بأنه منهما،؛ فمثاله من النثر. فلم يكن إلّا كلمح البصر، أو هو أقرب، حتى أنشد فأغرب. ونحو قول الحريري: أنا أنبّئكم بتأويله. وأميزّ صحيح القول من عليله.
  وكقول عبد المؤمن الأصفهاني: لا تغرّنّك من الظّلمة كثيرة الجيوش والأنصار،