جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المحسنات اللفظية

صفحة 347 - الجزء 1

  {إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ}⁣[إبراهيم: ٤٢] ومثاله من الشعر قوله⁣(⁣١): [المتقارب]

  وثغر تنضّد من لؤلؤ ... بألباب أهل الهوى يلعب

  إذا ما ادلهمّت خطوب الهوى ... يكاد سنا برقه يذهب

  وكقول الشاعر الآخر: [السريع]

  إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما جزم فصبر جميل

  وإن تبدّلت بنا غيرنا ... فحسبنا اللّه ونعم الوكيل

  وكقول القائل الآخر: [الخفيف]

  لا تكن ظالما ولا ترض بالظلم ... وأنكر بكل ما يستطاع

  يوم يأتي الحساب ما لظلوم ... من حميم ولا شفيع يطاع

  وكقول بعضهم: [الكامل]

  إن كانت العشاق من أشواقهم ... جعلو النّسيم إلى الحبيب رسولا

  فأنا الذي أتلو لهم يا ليتني ... كنت اتخذت مع الرسول سبيلا

  وكقول الشاعر: [الكامل]

  رحلوا فلست مسائلا عن دارهم ... «أنا باخع نفسي على آثارهم»

  وكقول الآخر: [الوافر]

  ولاح بحكمتي نور الهدى ... في ليال للظلالة مدلهمّه

  يريد الجاهلون ليطفئوه ... ويأبى اللّه إلا أن يتمّه


(١). ولا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس للوزن أو غيره، نحو: [البسيط]

قد كان ما خفت أن يكونا ... إنا إلى اللّه راجعونا

وفي القرآن {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} ويكون الاقتباس مذموما في الهزل كقوله: [السريع]

أوحى إلى عشاقه طرفه ... هيهات هيهات لما توعدون

وردف ينطق من خلفه ... لمثل هذا فليعمل العاملون