الباب الثاني في المحسنات اللفظية
  {إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ}[إبراهيم: ٤٢] ومثاله من الشعر قوله(١): [المتقارب]
  وثغر تنضّد من لؤلؤ ... بألباب أهل الهوى يلعب
  إذا ما ادلهمّت خطوب الهوى ... يكاد سنا برقه يذهب
  وكقول الشاعر الآخر: [السريع]
  إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما جزم فصبر جميل
  وإن تبدّلت بنا غيرنا ... فحسبنا اللّه ونعم الوكيل
  وكقول القائل الآخر: [الخفيف]
  لا تكن ظالما ولا ترض بالظلم ... وأنكر بكل ما يستطاع
  يوم يأتي الحساب ما لظلوم ... من حميم ولا شفيع يطاع
  وكقول بعضهم: [الكامل]
  إن كانت العشاق من أشواقهم ... جعلو النّسيم إلى الحبيب رسولا
  فأنا الذي أتلو لهم يا ليتني ... كنت اتخذت مع الرسول سبيلا
  وكقول الشاعر: [الكامل]
  رحلوا فلست مسائلا عن دارهم ... «أنا باخع نفسي على آثارهم»
  وكقول الآخر: [الوافر]
  ولاح بحكمتي نور الهدى ... في ليال للظلالة مدلهمّه
  يريد الجاهلون ليطفئوه ... ويأبى اللّه إلا أن يتمّه
(١). ولا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس للوزن أو غيره، نحو: [البسيط]
قد كان ما خفت أن يكونا ... إنا إلى اللّه راجعونا
وفي القرآن {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} ويكون الاقتباس مذموما في الهزل كقوله: [السريع]
أوحى إلى عشاقه طرفه ... هيهات هيهات لما توعدون
وردف ينطق من خلفه ... لمثل هذا فليعمل العاملون