تعريف علم المعاني، وموضعه، وواضعه
تعريف علم المعاني، وموضعه، وواضعه
  ١ - علم المعاني أصول وقواعد يعرف بها أحوال الكلام العربي التي يكون بها مطابقا لمقتضى الحال(١) بحيث يكون وفق الغرض الذي سيق له.
  فذكاء المخاطب: حال تقتضي إيجاز القول، فإذا أوجزت في خطابه كان كلامك مطابقا لمقتضى الحال، وغباوته حال تقتضي الإطناب والإطالة - فإذا جاء كلامك في مخاطبته مطنبا: فهو مطابق لمقتضى الحال، ويكون كلامك في الحالين بليغا، ولو أنك عكست لانتفت من كلامك صفة البلاغة.
  ٢ - وموضوعه: اللفظ العربي من حيث إفادته المعاني الثواني(٢) التي هي الأغراض لمقصودة للمتكلم: من جعل الكلام مشتملا على تلك اللطائف والخصوصيات، التي بها مطابق مقتضى الحال.
(١). الحال هو الأمر الداعي للمتكلم إلى إيراد خصوصية في الكلام، وتلك الخصوصية هي مقتضى الحال، مثلا إن كان بينك وبين مخاطبك عهد بشيء، فالعهد حال يقتضي إيراد الكلام معرفا، والتعريف هو مقتضى الحال، فالحال هو ما بعد لام التعليل المذكورة بعد كل خصوصية كقولك في الذكر: لكون ذكره الأصل وفي الحذف:
حذف للاستغناء عنه، وهلم جرا.
(٢). أي المعاني الأول، ما يفهم من اللفظ بحسب التركيب. وهو أصل المعنى مع زيادة الخصوصيات من التعريف والتنكير: قال بعض أهل المعاني: الكلام الذي يوصف بالبلاغة، هو الذي يدل بلفظه على معناه اللغوي.
أو العرفي أو الشرعي، ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية على المعنى المقصود الذي يريد المتكلم إثباته أو نفيه، فهناك ألفاظ ومعان ثوان، فالمعاني الأول هي مدلولات التركيب، والألفاظ التي تسمى في علم النحو أصل المعنى، والمعاني الثواني والأغراض التي يساق لها الكلام لذا قيل (مقتضى الحال) وهو المعنى الثاني كرد الإنكار ودفع الشك، مثلا إذا قلنا إن زيدا قائم. فالمعنى الأول هو القيام المؤكد. والمعنى الثاني هو رد الإنكار.
ودفع الشك بالتوكيد، وهلم جرا، والذي يدل على المعاني خمسة أشياء: اللفظ والإشارة والكناية، والعقد، والحال.