جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في حقيقة الإنشاء وتقسيمه

صفحة 65 - الجزء 1

الباب الثاني في حقيقة الإنشاء وتقسيمه

  الإنشاء لغة: الإيجاد، واصطلاحا: كلام لا يحتمل صدقا ولا كذبا لذاته⁣(⁣١)، نحو اغفر - وارحم، فلا ينسب إلى قائله صدق - أو كذب. وإن شئت فقل في تعريف الإنشاء: هو ما لا يحصل مضمونه ولا يتحقق إلا إذا تلفظت به. فطلب الفعل في: افعل، وطلب الكف في لا تفعل، وطلب المحبوب في: التّمنّي، وطلب الفهم في: الاستفهام، وطلب الإقبال في النّداء، كل ذلك ما حصل إلا بنفس الصّيغ المتلفظ بها.

  وينقسم الإنشاء إلى نوعين: إنشاء طلبي، وإنشاء غير طلبي.

  فالإنشاء غير الطلبي: ما لا يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، ويكون: بصيغ المدح، والذّم، وصيغ العقود، والقسم، والتّعجّب والرّجاء، ويكون بربّ ولعلّ، وكم الخبرية.

  ١ - أما المدح والذم فيكونان: بنعم وبئس، وما جرى مجراهما. نحو حبّذا ولا حبّذا؛ والأفعال المحوّلة إلى فعل نحو طاب عليّ نفسا وخبث بكر أصلا.

  ٢ - وأما العقود: فتكون بالماضي كثيرا، نحو بعت واشتريت ووهبت، وبغيره قليلا، نحو عبدي حرّ لوجه اللّه تعالى.


(١). أي بقطع النظر عما يستلزمه الإنشاء فإنّ «اغفر» يستلزم خبرا وهو أنا طالب المغفرة منك، وكذا لا تكسل، يستلزم خبرا، وهو أنا طالب عدم كسلك، لكن كل هذا ليس لذاته.