شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 320 - الجزء 2

  وذهب الأخفش: إلى أن الياء لما حذفت تخفيفًا بقي الاسم في اللفظ كـ: سلام وكلام، وزالت صيغة منتهى الجموع، فدخله تنوين الصرف. ورد بأن المحذوف في قوة الموجود وإلا لكان آخر ما بقي حرف إعراب. واللازم باطل فالملزوم مثله⁣(⁣١).

  وذهب الزجاج⁣(⁣٢) إلى أن التنوين عوض من ذهاب الحركة عن الياء، وأن الياء محذوفة لالتقاء الساكنين وهو ضعيف، لأنه لو صح التعويض عن حركة الياء، لكان التعويض عن حركة الألف، في نحو: موسى، أولى. لأنها لا تظهر بحال. واللازم منتف، فالملزوم كذلك.

  وذهب المبرد⁣(⁣٣) إلى أن فيما لا ينصرف تنوينًا مقدرًا، بدليل الرجوع إليه في الشعر فحكموا له في جوار ونحوه، بحكم الموجود، وحذفوا لأجله؛ الياء في الرفع والجر لتوهم التقاء الساكنين، ثم عوضوا عما حذف التنوين الظاهر. وهو بعيد لأن الحذف لملاقاة ساكن متوهم الوجود مما لم يوجد له نظير. ولا يحسن ارتكاب مثله. قاله الشارح⁣(⁣٤).

  وقال المرادي⁣(⁣٥): "المشهور عن المبرد أن التنوين عنده عوض من الحركة⁣(⁣٦)، كما نقل في شرح الكافية"⁣(⁣٧). "وسراويل ممنوع من الصرف مع أنه مفرد". واختلف في سبب⁣(⁣٨) منع صرفه:

  "فقيل: إنه أعجمي حمل على موازنه من العربي" كـ: دنانير. "وقيل: إنه منقول عن جمع سراوله⁣(⁣٩) "، سمي به المفرد الجنسي. واختلف في سماع سروالة، فقال أبو


(١) في شرح ابن الناظم ص ٤٦٠: "واللازم كما لا يخفى منتف".

(٢) انظر ما ينصرف وما لا ينصرف ص ٤٧.

(٣) المقتضب ٣/ ٣٠٩.

(٤) انتهى ما نقله الأزهري من شرح ابن الناظم ص ٤٥٩ - ٤٦٠.

(٥) شرح المرادي ٤/ ١٣٢,

(٦) المقتضب ٣/ ٣٣١.

(٧) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٣٢٤، وفي حاشية الصبان ٣/ ٢٤٦: "على هذا يكون المبرد مخالفًا لسيبويه في الساكن الذي ردف الياء, فسيبويه يقول: هو التنوين الموجود قبل حذفه، والمبرد يقول: هو التنوين المقدر في كل ممنوع من الصرف، وموافقًا له في أن المعوض عن الياء المحذوفة".

(٨) سقطت من "ب".

(٩) انظر شرح ابن الناظم ص ٤٦٠، والكتاب ٣/ ٢٢٩، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٤٦.