شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 326 - الجزء 2

  وهما مسموعان "من الواحد إلى الأربعة باتفاق، وفي الباقي" من العشرة "على الأصح"، وقيل: في العشرة والخمسة فدونها سماعًا، وما بينهما قياسًا عند الكوفيين والزجاج⁣(⁣١). وقيل: يقاس على فعل خاصة لأنه أكثر، والصحيح كما قال الموضح هنا وفي الحواشي⁣(⁣٢): إن البناءين مسموعان في الألفاظ العشرة. [كما]⁣(⁣٣) حكاه الشيباني.

  ولا يعارض بقول أبي عبيدة والبخاري في صحيحه: "إن العرب لا تتجاوز الأربعة"⁣(⁣٤). لأن غيرهما سمع ما لم يسمعا.

  ونقل السخاوي أنه يعدل أيضًا في فعلان. بضم الفاء من الواحد إلى العشرة كقوله: [من البسيط]

  ٧٨٦ - ............................... ... طاروا إليه زرافات ووحدانا

  "وهي معدولة عن ألفاظ العدد الأصول"، حال كونها "مكررة⁣(⁣٥). فأصل: جاء القوم أحاد، جاءوا واحدًا واحدًا". فعدل عن: "واحدًا واحدًا" إلى "أحاد" تخفيفًا للفظ. "وكذا الباقي.

  ولا تستعمل هذه الألفاظ إلا نعوتًا، نحو: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} " [فاطر: ١] فمثنى وثلاث ورباع: نعوت لأجنحة، "أو أحوالا نحو: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} " [النساء: ٣] فمثنى وثلاث ورباع: أحوال من النساء، "أو أخبارًا، نحو: صلاة الليل مثنى مثنى"⁣(⁣٦). فمثنى الأولى: خبر صلاة, ومثنى الثاني: تكرير له. "وإنما كرر لقصد التوكيد، لا لإفادة التكرير"، التأسيس.

  لأنه لو قيل: صلاة الليل مثنى، لكفى في المقصود.


(١) شرح ابن الناظم ص ٤٥٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٢٦.

(٢) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٤٤٧.

(٣) إضافة من "ب"، "ط".

(٤) قال البخاري في كتاب التفسير، الباب رقم ٧٩: سورة النساء: "ولا تجاوز العرب رباع".

٧٨٦ - صدر البيت:

قوم إذا الشر أبدى ناجذيه إليهم

وهو لقريط بن أنيف العنبري في تاج العروس ١٢/ ٤٥١ "طير"، ٢٣/ ٣٨٢ "زرف"، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي ١/ ٥، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٧٨، وبلا نسبة في تاج العروس ٩/ ٢٤٦ "وحد"، ولسان العرب ٣/ ٤٤٧ "وحد"، ٤/ ٥١٠ "طير"، وكتاب الصناعتين ص ٢٩٤، ومجالس ثعلب ص ٤٠٥، والمزهر ١/ ٥٩.

(٥) سقطت من "ب".

(٦) أخرجه البخاري في كتاب المساجد باب الحلق والجلوس، رقم ٤٦٠ - ٤٦١، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى رقم ٧٤٩، ٧٥٣، وهو من شواهد شرح ابن الناظم ص ٤٥٥.