شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 358 - الجزء 2

  "ولا تقع" "لن" "دعائية". بأن يكون الفعل بعدها دعاء، "خلافًا لابن السراج"، وابن عصفور وآخرين مستدلين بقوله تعالى: {لَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}⁣[القصص: ١٧]. مدعين أنه معناه: فاجعلني لا أكون، ولا حجة لهم فيها لإمكان حملها على النفي المحض، ويكون ذلك معاهدة منه لله تعالى أن لا يظاهر مجرمًا، جزاء لتلك النعمة التي أنعم "الله"⁣(⁣١) بها عليه، قاله الموضح في شرح القطر⁣(⁣٢). واختاره في المغني غيره فقال⁣(⁣٣): وتأتي "لن" للدعاء كما كانت "لا" كذلك وفاقًا لجماعة، والحجة في قوله: [من الخفيف]

  ٨٠٣ - لن تزالوا كذلكم لا زلـ ... ـت لكم خالدا خلود الجبال

  انتهى.

  وهي بسيطة على وضعها الأصلي عند سيبويه⁣(⁣٤) والجمهور، "وليس أصلها: لا" النافية، "فأبدلت الألف نونًا خلافًا للفراء"⁣(⁣٥)، وحجته أنهما حرفان [نافيان]⁣(⁣٦) ثنائيان، و"لا" أكثر استعمالا، ويرده أن الإبدال لا يغير حكم المهمل فيجعله⁣(⁣٧) معملا، وأن المعهود إنما هو إبدال النون ألفًا كـ: "لَنَسْفَعًا" [العلق: ١٥] لا العكس.

  "ولا" أصلها "لا أن" فتكون مركبة من "لا" النافية نظرًا لمعناها، ومن "أن" المصدرية نظرًا لعملها، "فحذفت الهمزة تخفيفًا"⁣(⁣٨) كما في: ويلمه⁣(⁣٩)، "والألف للساكنين، خلافًا للخليل والكسائي" والخارزنجي، وحجتهم قرب لفظها منهما، وأن معناهما من النفي والتخلص للاستقبال حاصل فيها، وقد جاءت على الأصل في الضرورة.


(١) إضافة من "ط".

(٢) شرح قطر الندى ص ٥٨.

(٣) مغني اللبيب ٢/ ٢٨٤.

٨٠٣ - البيت للأعشى في ديوانه ص ٦٣، والدرر ١/ ٢٠٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨٤، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٨، / وشرح الأشموني ٣/ ٥٤٨، ومغني اللبيب ٢/ ٢٨٤، وهمع الهوامع ١/ ١١١، ٢/ ٤، وتاج العروس "لنن".

(٤) الكتاب ٣/ ٥.

(٥) شرح قطر الندى ص ٥٨.

(٦) إضافة من "ب"، "ط".

(٧) في "أ": "فتجعله".

(٨) شرح قطر الندى ص ٥٨.

(٩) في حاشية يس ٢/ ٢٣٠: "أصله: ويل أمه، فحذفت الهمزة".