شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 359 - الجزء 2

  أنشد أبو زيد لجابر الأنصاري: [من الوافر]

  ٨٠٤ - فإن أمسك فإن العيش حلو ... إليَّ كأنه عسل مشوب

  يرجي المرء ما لا إن يلاقي ... وتعرض دون أبعده الخطوب

  أي: لن يلاقي.

  ورد عليهم بأربعة أمور أقواها: "أنه" إنما يصح التركيب إذا كان الحرفان ظاهرين كـ"لولا" وقد لا يظهر أحدهما، كـ"أما"⁣(⁣١). قاله الشلوبين. وتركنا الثلاثة الباقية خوف الإطالة.

  الناصب. "الثاني: "كي" المصدرية"، وهي الداخل عليها اللام لفظًا نحو: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا}⁣[الحديد: ٢٣] أو تقديرًا، نحو: جئتك كي تكرمني إذا قدرت أن الأصل "لكي"، وأنك حذفت اللام استغناء عنها بنيتها، فإن لم تقدر اللام كانت "كي" تعليلية.

  "فأما" المصدرية فناصبة بنفسها كما أن "أن" المصدرية كذلك. وأما "التعليلية فجارة، والناصب بعدها "أن" مضمرة", لزومًا في النثر، "وقد يظهر في الشعر" كقوله: [من الطويل]

  ٨٠٥ - ................................ ... ...... كيما أن تغر وتخدعا

  وسيأتي⁣(⁣٢).

  وما ذكره من أن "كي" مشتركة بين الناصبة والجارة، هو مذهب سيبويه والجمهور⁣(⁣٣) وحجتهم قولهم: جئتك لكي أتعلم، وقولهم: كيمه؟


٨٠٤ - البيتان لجابر بن رألان الطائي أو لإياس بن الأرت في خزانة الأدب ٨/ ٤٤٠، ٤٤٣، وشرح شواهد المغني ١/ ٨٥، ونوادر أبي زيد ص ٦٠، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٨٨، والجنى الداني ص ٢١٠، والدرر ١/ ٢٤٦، ومغني اللبيب ١/ ٢٥، ٢/ ٦٧٩، وهمع الهوامع ١/ ١٢٥.

(١) في "ب": "كما".

٨٠٥ - تمام البيت:

فقالت أكل الناس أصبحت مانحًا ... لسانك ..............................

وهو لجميل بثينة في ديوانه ص ١٠٨، وخزانة الأدب ٨/ ٤٨١، ٤٨٢، ٤٨٣، ٤٨٨، والدرر ٢/ ٩، وشرح المفصل ٩/ ١٤، ١٦، وله أو لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني ١/ ٥٠٨، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١١، وخزانة الأدب ص ١٢٥، والجنى الداني ص ٢٦٢، ورصف المباني ص ٢١٧، وشرح ابن الناظم ص ٢٥٦، وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٣، وشرح شذور الذهب ص ٢٨٩, وشرح عمدة الحافظ ٢٦٧, ومغني اللبيب ١/ ١٨٣، وهمع الهوامع ٢/ ٥.

(٢) سيأتي البيت رقم ٨٠٩.

(٣) الكتاب ٣/ ٦.