شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 377 - الجزء 2

  والعنق؛ بفتحتين؛ ضرب من السير. والفسيح: الواسع.

  "و" مثال الواو بعده "قوله"، وهوالأعشى، أو الحطيئة، فيما زعم ابن يعيش⁣(⁣١). أبو ربيعة بن جشم، فيما زعم الزمخشري⁣(⁣٢)، أبو دثار بن شيبان النمري، فيما زعم ابن بري: [من الوافر]

  ٨٢٦ - فقلت ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان

  فـ"أدعو" مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الواو. و"أندى" أفعل، من الندى؛ بفتحتين؛ وهو بعد الصوت، و"لصوت" بكسر اللام، متعلق به. و"أن ينادي"، بفتح الهمزة وكسر الدال خبر "إن"، و"داعيان": تثنية داع، فاعل ينادي. والمعنى: فقلت لها ينبغي أن يجتمع دعائي ودعاؤك، فإن أرفع صوت وأبعده دعاء داعيين معًا.

  "وقد اجتمع" النصب في جوابي "الطلب والنفي في قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}؛ الآية" وتمامها: {بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ}⁣[الأنعام: ٥٢] "لأن تطردهم جواب النفي"، وهو: {مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، "وتكون، جواب النهي"، وهو: {وَلَا تَطْرُدِ}، على طريق اللف والنشر⁣(⁣٣) من غير


(١) شرح المفصل ٧/ ٣٥.

(٢) المفصل ص ٢٤٨.

٨٢٦ - البيت للأعشى في الدرر ٢/ ٢١، والرد على النحاة ص ١٢٨، والكتاب ٣/ ٤٥، وليس في ديوانه، وللفرزدق في أمالي القالي ٢/ ٩٠، وليس في ديوانه، ولدثار بن شيبان النمري في الأغاني ٢/ ١٥٩، وسمط اللآلي ص ٧٢٦، ولسان العرب ١٥/ ٣١٦ "ندى"؛ وللأعشى أبو للحطيئة أو لربيعة بن جشم في شرح المفصل ٧/ ٣٥، ولأحد هؤلاء الثلاثة أو لدثار بن شيبان في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٢٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٩٢، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢/ ٨٦٤، والإنصاف ٢/ ٥٣١، وأوضح المسالك ٤/ ١٨٢، وجواهر الأدب ص ١٦٧، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٩٢، وشرح ابن الناظم ص ٤٨٤، وشرح الأشموني ٣/ ٥٦٦، وشرح شذور الذهب ص ٣١١، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٥٣، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٤١، ولسان العرب ١٢/ ٥٦٠ "لوم"، ومجالس ثعلب ٢/ ٥٢٤، ومغني اللبيب ١/ ٣٩٧، والمفصل ص ٢٤٨، وهمع الهوامع ٢/ ١٣١.

(٣) اللف والنشر: أن يذكر الناظم في أول البيت أسماء متعددة غير تامة المعنى، ثم يقابلها بأشياء يعددها من غير الأضداد تتمم معناها؛ إما بالجمل، وإما بالألفاظ المفردة، كقوله ابن حيوس:

فعل المدام ولونها ومذاقها ... في مقلتيه ووجنتيه وريقه

انظر شرح الكافية البديعية لصفي الدين الحلي، ص ٧٦.