شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 381 - الجزء 2

  عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}⁣[فاطر: ٣٦] ولكنه أوثر الرفع للتناسب رءوس الآي. قاله الفراء⁣(⁣١).

  وفرق ابن عصفور بأن الإذن والاعتذار منفيان بالقصد، وانتفاء الموت لازم عن انتفاء القضاء عليهم. ولم يقصد نفيه كما قصد⁣(⁣٢) نفي الاعتذار، وبأنه لو وقع القضاء عليهم لماتوا. وليس الإذن سببًا للاعتذار.

  "و" الفاء الاستئنافية، نحو "قوله"، وهو جميل صاحب بثينة: [من الطويل]

  ٨٣٠ - ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق

  فـ"ينطق": مرفوع، وهو مبني على مبتدأ محذوف⁣(⁣٣)، أي: فهو ينطق، ولا يضر اقترانه بالفاء "فإنها" فيه "للاستئناف" لا للعطف ولا للسببية، "إذا العطف يقتضي الجزم" لما بعدها، لكونه معطوفًا على مجزوم، وهو: "تسأل". "والسببية تقتضي النصب" له لكونه في جواب الاستفهام.

  ونوزع في اقتضاء السببية النصب، فإنه قد جاء الرفع مع تحقق السببية في: {لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}⁣[المرسلات: ٣٦]، كما صرح به بعضهم. ودفع بأن اقتضاءها النصب صحيح على قول الأكثر. قال في المغنى: "والتحقيق أن الفاء فيه للعطف، وأن المعتمد بالعطف الجملة. لا الفعل وحده وإنما يقدر النحويون كلمة "هو" ليبينوا⁣(⁣٤) أن الفعل ليس المعتمد بالعطف". انتهى. والربع: المنزل، والقواء، بفتح القاف، ومده أكثر من قصره: الخالي الذي لا أنيس به. والبيداء: القفر الذي يبيد من يسلك⁣(⁣٥)، فيه، أي: يهلكه، والسملق، بفتح السين المهملة: القاع الأملس الصفصف⁣(⁣٦).


(١) معاني القرآن ٣/ ٢٦٢.

(٢) في "ط": "يقصد".

٨٣٠ - البيت لجميل بثينة في ديوانه ص ١٣٧، وخزانة الأدب ٨/ ٥٢٤، ٥٢٥، والدرر ٢/ ١٨، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢١٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٧٤، وشرح المفصل ٧/ ٣٦، ٣٧، ولسان العرب ١٠/ ١٦٤، "سملق"، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٠٣، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٨٥، والجنى الداني ص ٧٦، والدرر ٢/ ٤١٧، والرد على النحاة ص ١٢٧، ورصف المباني ٣٧٨، / ٣٨٥، وشرح الرضي ٤/ ٦٦، ٧١، وشرح شذور الذهب ص ٣٠٠، والكتاب ٣/ ٣٧، ولسان العرب ١/ ٣٠٠ "حدب"، ومغني اللبيب ١/ ١٦٨، وهمع الهوامع ٢/ ١١، ١٣١.

(٣) سقطت من "ب".

(٤) في "أ": "ليبينون". انظر حاشية ص ١/ ٢٤١.

(٥) في "ط": "سلك".

(٦) في "ط": "للصفصف".