فصل 4
فصل:
  "وإذا انقضت الجملتان"، جملة الشرط وجملة الجواب. "ثم جئت بمضارع مقرون بالفاء أو بالواو، فلك جزمه بالعطف" على لفظ الجواب، إن كان مضارعًا مجزومًا، وعلى محله إن كان ماضيًا أو جملة، "ورفعه على الاستئناف، ونصبه بـ"أن" مضمرة وجوبًا"، لأن مضمون الجزاء لم يتحقق وقوعه فأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام، "وهو قليل"(١).
  "قرأ عاصم بن عامر {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ}[البقرة: ٢٨٤]؛ بالرفع" على الاستئناف(٢)، "وباقيهم؛ بالجزم"(٣)؛ عطفًا على لفظ: {يُحَاسِبْكُمْ}[البقرة: ٢٨٤].
  "و" قرأ "ابن عباس"، وأبو حيوة، والأعرج، في غير السبع؛ " بالنصب" بـ"أن" مضمرة وجوبًا بعد الفاء(٤)، "وقرئ بهن"؛ أي بالرفع والنصب والجزم؛ "أيضًا في قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}[الأعراف: ١٨٦]؛ بالرفع على الاستئناف، وبه قرأ أبو عمرو وعاصم، مع الياء(٢)، والباقون، مع النون(٥)، والجزم بالعطف على محل جملة: "فلا هادي له"، وبه قرأ الكسائي وحمزة، مع الياء(٦)، والنصب بـ"أن" مضمرة وجوبًا بعد الواو، ولم أقف على من قرأ به. وإلى ذلك أشار
(١) انظر شرح ابن الناظم ص ٥٠٠، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٧٧، وشرح شذور الذهب ص ٣٥١، والكتاب ٣/ ٨٩، ٩٠.
(٢) كما في الرسم المصحفي.
(٣) هي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي والأعمش. انظر البحر المحيط ٢/ ٣٦٠، والإملاء للعكبري ١/ ٧١.
(٤) انظر المحيط ٢/ ٣٦٠، والإملاء للعكبري ١/ ٧١.
(٥) أي: "نذرهم" وقرأ بها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. انظر النشر ٢/ ٢٧٣، والكشاف ٢/ ١٠٦.
(٦) أي: يذرهم" وقرأها مع الكسائي وحمزة: ابن مصرف والأعمش وخلف. وانظر النشر ٢/ ٢٧٣، والكشاف ٢/ ١٠٦.