فصل 5
  أي: متى تثقفوا تؤخذوا، فحذف الشرط مع انتفاء الأمرين. والقسر: القهر. والظنة؛ بكسر المشالة: التهمة. والصفاد؛ بكسر المهملة، ما يوثقف به الأسير من قيد وغيره(١).
  "و" يجوز حذف "ما علم من جواب" شرطه ماض، "نحو": {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ "فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا} الآية"، وتمامها {فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ}[الأنعام: ٣٥]، فإن استطعت: شرط حذف جوابه لدلالة الكلام عليه، والتقدير: فافعل. والشرط الثاني وجوابه جواب الشرط الأول. والمعنى إن استطعت منفذًا تحت الأرض تنفذ فيه، فتطلع لهم بآية، أو سلمًا تصعد به إلى السماء، فتنزل منها بآية، فافعل.
  ويجوز حذف الشرط والجزاء معا وإبقاء الأداة، كقول النمر بن تولب: [من المتقارب]
  ٨٥٥ - فإن المنية من يخشها ... فسوف تصادفه أينما
  أي: أينما يذهب(٢) تصادفه.
  وقد اجتمع حذف جواب(٢) وشرط في قوله - ﷺ: "فإنه جاء صاحبها وإلا استمتع بها"(٣) فحذف من الأول الجواب ومن الثاني الشرط، والتقدير: فإن جاء صاحبها فردها إليه(٤) وإن لم يجئ فاستمتع بها.
  "ويجب حذف الجواب إن كان الدال عليه ما تقدم مما هو جواب في المعنى" ولا يصح جعله جوابًا صنعة، إما لكون جملة اسمية مجردة من الفاء، "نحو: أنت ظالم إن فعلت"، أي: فأنت ظالم وإما لكونه جملة منفية بـ"لم"(٥) مقرونة بالفاء، نحو قوله: [من الطويل]
  ٨٥٦ - فلم أرقه إن ينج منها ..... ... .................................
(١) ورد هذا الشرح بتمامه في الدرر ٢/ ١٩٢.
٨٥٥ - البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص ٣٧٨، وأدب الكاتب ص ٢١٤، والاقتضاب ص ٥٥٧، والمعاني الكبير ص ١٢٦٤، والمقاصد النحوية ١/ ٥٧٥، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٧٢، ١٢٥.
(٢) سقط من "ب".
(٣) أخرجه البخاري في كتاب اللقطة برقم ٢٢٩٤، وتقدم ص ٤٠٦.
(٤) سقط من "ب": "فردها إليه".
(٥) في "ط": "بل" مكان "بـ: لم".
٨٥٦ - تمام البيت:
فلم أرقه إن ينج منها وإن يمت ... فطعنة لا غس ولا بمغمر
وهو لزهير بن مسعود في لسان العرب ٦/ ١٥٤ "غسس" ونوادر أبي زيد ص ٧٠، وبلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٦٢٦، وجمهرة اللغة ص ١٣٣، والخصائص ٢/ ٣٨٨، وكتاب العين ٤/ ٤١٧، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١٦١١.