شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل في أوجه "لو"

صفحة 418 - الجزء 2

  فـ"لو تلتقي": شرط، و"لظل": جوابه: و"الأصداء"، بالمد: جمع صدى، بالقصر: وهو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، و"الصدى" أيضًا: ذكر البوم. "والرمس" القبر أو ترابه. والأول عن القاموس⁣(⁣١)، والثاني عن الصحاح⁣(⁣٢). و"السبسب" بمهملتين وموحدتين: المفازة. و"الرمة" بكسر الراء [وتشديد الميم]⁣(⁣٣): العظام البالية. و"يهش": يرتاح، من هششت، بكسر العين، قال في الصحاح⁣(⁣٤): هششت لفلان، بالكسر، أهش هشاشة، إذا ارتحت له. انتهى. و"الطرب": خفة لسرور، و"لصوت" بكسر اللام، متعلق بـ"يهش"، ومتعلق بـ"طرب" محذوف مماثل لمتعلق يهش والتقدير، يهش لصوت صدى ليلى ويطرب له.

  "وإذا كانت "لو" للتعليق في المستقبل و"وليها" فعل "ماض" لفظًا، "أول" بالفعل المستقبل معنى، كما أن [إن]⁣(⁣٥) كذلك "نحو {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ}⁣[النساء: ٩] أي: إن شارفوا أن يتركوا. وإنما أول الترك بمشارفة الترك لأن الخطاب للأوصياء، وإنما يتوجه إليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات. قاله في المغني⁣(⁣٦). وأنكر ابن الحاج في نقده على المقرب، وتبعه ابن الناظم, مجيء "لو" للتعليق في المستقبل.

  قال ابن الحاج: ولهذا لا تقول: لو يقوم زيد فعمرو منطلق، كما تقول ذلك مع "إن". وقال ابن الناظم⁣(⁣٧): وعندي أن "لو" لا تكون لغير الشرط في الماضي، وما تمسكوا به من قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا}⁣[النساء: ٩] لا حجة لهم فيه لصحة حمله على المضي. انتهى. ورد عليه الموضح في المغني بآيات، ومثال، وشاهد فلينظر منه⁣(⁣٨).

  "أو" تلاها "مضارع تخلص للاستقبال"، كقوله: [من الكامل]


(١) القاموس المحيط "صدى".

(٢) الصحاح "صدي".

(٣) إضافة من "ب".

(٤) الصحاح "هشش".

(٥) إضافة من "ب"، "ط".

(٦) مغني اللبيب ١/ ٢٦١.

(٧) شرح ابن الناظم ص ٥٠٥.

(٨) مغني اللبيب ٢/ ٢٦٣.