شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل في أوجه "لو"

صفحة 419 - الجزء 2

  ٨٦٢ - لا يلفك الراجوك إلا مظهرا ... خلق الكرام ولو تكون عديما

  "كما أن "إن" الشرطية" كذلك.

  الوجه "الثالث: أن تكون للتعليق"، أي لتعليق الجواب على الشرط "في" الزمن "الماضي، و" هذا القسم "هو أغلب أقسام: لو" وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٧٠٩ - لو حرف شرط في مشي ويقل ... إيلاؤه مستقبلا لكن قبل

  ثم هي مع الماضي مفيدة لثلاثة أمور:

  أحدها: الشرطية، أعني: عقد السببية بين الجملتين بعدها⁣(⁣١).

  والثاني: تقييد الشرطية بالزمن الماضي. وبهذا⁣(⁣٢) الوجه وما يذكر بعده فارقت "إن"، فإن "إن" لعقد السببية والمسببية في المستقبل، ولهذا قالوا: الشرط بـ"إن" سابق على الشرط بـ"لو". وذلك لأن الزمن المستقبل سابق⁣(⁣٣) على الزمن الماضي، ألا ترى أنك تقول: إن جئتني غدًا أكرمتك، فإذا انقضى الغد ولم تجئ⁣(⁣٤)، قلت: لو جئتني أمس أكرمتك، وفي الأسبق من الأزمنة الثلاثة خلاف. قال الفخر الرازي: والحق قول الزجاج أن المقدم وهو المستقبل، فإذا وجد صار حاضرًا، فإذا انقضى صار ماضيًا. انتهى.

  الثالث: الامتناع، وقد اختلف النحاة في إفادتها له، وكيفية إفادتها إياه على ثلاثة أقوال:

  أحدها: أنها لا تفيده بوجه، وهو قول الشلوبين. عم أنها لا تدل على امتناع الشرط، ولا على امتناع الجواب.

  والثاني أنها تفيد امتناع الشرط، وامتناع الجواب جميعًا. وردهما في المغني⁣(⁣٥).

  "و" الثالث: "أنها تقتضي امتناع شرطها دائمًا". مثبتًا كان أو منفيًّا، "خلافًا للشلوبين. ولا" تقتضي امتناع "جوابها، خلافًا للمعربين".


٨٦٢ - البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٨٥، وجواهر الأدب ص ٢٦٧، وشرح الأشموني ٣/ ٦٠٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٤٦، ومغني اللبيب ١/ ٢٦١، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٦٩.

(١) سقط من "ب".

(٢) في "ب": "ولهذا".

(٣) سقط من "ب".

(٤) في "ب": "يجيء".

(٥) مغني اللبيب ١/ ٢٦٠.