شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل في أوجه "لو"

صفحة 423 - الجزء 2

  والثاني: لو زيدًا رأيته أكرمته.

  والثالث: نحو: "التمس ولو خاتمًا من حديد"⁣(⁣١) أي: ولو كان خاتمًا.

  والرابع كقوله: [من الرمل]

  ٨٦٤ - لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري

  فولي "لو" اسم هو في الظاهر مبتدأ. وشرق: خبره. قيل: وهو مذهب الكوفيين. واختلف البصريون في تخريجه. فقال الفارسي: "حلقي": فاعل بفعل محذوف، وشرق: خبر مبتدأ محذوف، والأصل: لو شرق حلقي، هو شرق. فحذف الفعل أولا والمبتدأ آخرًا، وخرجه غيره على إضمار "كان" الثانية. واسمها وجملة ما بعد "لو" اسمية خبر "كان".

  "و" يجوز أن يلي "لو" "كثيرًا: أن" المشددة الموصولة "وصلتها، نحو: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا}⁣[الحجرات: ٥] وموضعهما عند الجميع رفع. ثم اختلف في رفعه، "فقال سيبويه⁣(⁣٢)، وجمهور البصريين: مبتدأ. ثم قيل: لا خبر له" لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه. "وقيل: له خبر محذوف"، ثم قيل: يقدر مقدمًا على المبتدأ، أي: ولو ثابت صبرهم، على حد: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا}⁣[يس: ٤١].

  وقال ابن عصفور: يقدر مؤخرًا على الأصل، أي: ولو صبرهم ثاتب. "وقال الكوفيون والمبرد والزجاج والزمخشري: فاعل بثبت مقدرا"، أي: ولو ثبت صبرهم⁣(⁣٣). والدال عليه "أن" فإنها تعطي معنى الثبوت "كما قال" النحاة "الجميع في" "أن" الواقعة بعد "ما" الموصولة، من كون "أن" "وصلتها في"


(١) أخرجه البخاري في النكاح، باب السلطان ولي، برقم ٤٨٤٢.

٨٦٤ - البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص ٩٣، والأغاني ٢/ ٤٩، وجمهرة اللغة ٧٣١، والحيوان ٥/ ١٣٨، ٥٩٣، وخزانة الأدب ٨/ ٥٠٨، ١١/ ١٥، ٢٠٣، والدرر ٢/ ١٩٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٨، والشعر والشعراء ١/ ٢٣٥، واللامات ١٢٨، ولسان العرب ٤/ ٥٨٠ "عصر" ٧/ ٦١ "غصص"، ١٠/ ١٧٧ "شرق"، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٥٤، وكتاب العين ٤/ ٣٤٢، وأساس البلاغة "عصر"، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٥٧٣، والاشتقاق ٢٦٩، وتذكرة النحاة ص ٤٠، والجنى الداني ٢٨٠، وجواهر الأدب ٢٦٣، وشرح ابن الناظم ٥٠٦، وشرح الأشموني ٣/ ٦٠١، وشرح التسهيل ٤/ ٩٨، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٢٣، والكتاب ٣/ ١٢١، ومغني اللبيب ٢/ ٢٦٨، وهمع الهوامع ٢/ ٦٦.

(٢) الكتاب ٣/ ١٢١.

(٣) الارتشاف ٢/ ٥٧٣، والجنى الداني ص ٢٨٠.