شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الحكاية

صفحة 483 - الجزء 2

  وحكى الكوفيون أن منهم من يقول: منو أنت، ومنان أنتما، ومنون أنتم؟ فيكون البيت على هذا.

  "ولا يقاس عليه خلافًا ليونس"، وحجته أنه سمع بعض العرب يقول: ضرب من منا؟ ومنو منا؟ لمن قال: ضرب رجل رجلا. حكاه عنه سيبويه⁣(⁣١)، ووجهه أنه أزال الاستفهام عن صدريته وأعرب أحدهما فاعلا، والآخر مفعولا في الأولين، وحكاهما في الوصل في الباقين، واستبعده سيبويه.

  وفي هذا البيت شذوذان آخران:

  أحدهما: أنه حكى الضمير في: أتوا وهو معرفة، وليس وجه شذوذه أنه حكى مقدرًا. خلافًا للشارح⁣(⁣٢).

  والثاني: أنه حرك النون وحكمها السكون⁣(⁣٣).

  وعموا؛ بكسر العين المهملة؛ أي: أنعموا. وظلامًا: جوز فيه ابن السيد⁣(⁣٤) كونه ظرفًا، أي انعموا في ظلامكم، وكونه تمييزًا أي: من جهة ظلامكم. انتهى.

  والأول أولى، ويؤيده أنه ينشد:

  ............................ ... .......... عموا صباحًا⁣(⁣٥)

  وهو إنشاد صحيح⁣(⁣٦) وقع في قصيدة حائية منسوبة إلى جذع بن سنان الغساني.

  ونص ابن الحاجب في الأمالي⁣(⁣٧): على أنه لا يحسن أن يكون ظرفًا إذ ليس المراد أنهم نعموا في ظلام أو في صباح، وإنما المراد أنهم نعم ظلامهم أو صباحهم، انتهى⁣(⁣٨).


(١) الكتاب ٢/ ٤١١.

(٢) في شرح ابن الناظم ص ٥٣٢: "أنه حكى مقدرًا، غير مذكور".

(٣) في شرح ابن الناظم ص ٥٣٢: "أنه أثبت العلامة في الوصل، وحقها ألا تثبت إلا في الوقف".

(٤) كتاب الحلل ص ٣٦٠ - ٣٦١.

(٥) انظر هذه الرواية في شرح المفصل ص ١٧٤ "الحاشية"، ولسان العرب ١٤/ ٣٨١ "سرا".

(٦) في كتاب الحلل ص ٣٦٠ أن الزجاجي قال في كتابه الجمل ص ٣٣٦ - ٣٣٧: "وقد رأيت بعض من لا يعرف هذا الشعر يرويه: عموا صباحًا, وهو غلط". وعلق ابن السيد في الحلل ص ٣٦٠ فقال: "ليس بغلط كما ذكر، ولكنهما شعران، أحدهما على قافية الميم وهو الذي أنشده عن ابن دريد، والثاني على قافية الحاء، وهو أطول من هذا".

(٧) أمالي ابن الحاجب ١/ ٤٦٢.

(٨) إلى هنا ما نقله صاحب الدرر ٢/ ٥٢٥.