شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب المقصور والممدود

صفحة 505 - الجزء 2

  ويضربون بهم⁣(⁣١) مثلا في كل نوع من أنواع الخير، وأنهم مع هذا أهل الوفاء بالعهود من حادث متجدد⁣(⁣٢)، وقديم ماض.

  ومنع الفراء قصر الممدود للضرورة فيما له قياس يوجب مده، نحو: فعلاء "أفعل"⁣(⁣٣)، لأن "فعلاء" تأنيث أفعل لا يكون إلا ممدودا، فلا يجوز عنده أن يقصر للضرورة، ورد بقول الأقيشر: [من المنسرح]

  ٨٩٥ - فقلت لو باكرت مشمولة ... صفرا كلون الفرس الأشقر

  فقصر: صفراء، للضرورة، وهي: فعلاء أنثى: أفعل فلهذا لم يعتد بخلافه، وحكي الإجماع على الجواز تبعا للناظم.

  "واختلفوا في جواز مد المقصور للضرورة، فأجازه الكوفيون متمسكين بنحو قوله: [من الوافر]

  ٨٩٦ - سيغنيني الذي أغناك عني ... فلا فقر يدوم ولا غناء

  فمد: غنى للضرورة مع أنه مقصور، وورد في الاختيار كقراء طلحة بن مصرف: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}⁣[النور: ٤٣] بالمد⁣(⁣٤)، ووافقهم ابن ولاد⁣(⁣٥)، وابن خروف "ومنعه البصريون" وقالوا: القراءة شاذة، "وقدروا الغناء في" هذا "البيت مصدرا لـ: غانيت" لأنه يقال: غانيت غناء كـ: قاتلت قتالا، لا مصدر لـ: غنيت" غنى كـ: رضيت رضى، "وهو تعسف" وإلى الخلاف في ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٧٧٧ - .................................. ... ........ والعكس بخلف يقع


(١) في "أ": "يضربونهم".

(٢) في "أ": "ممتد".

(٣) سقط من "ط"، والدرر ٢/ ٥٠٦.

٨٩٥ - البيت للأقيشر الأسدي في ديوانه ص ٤٣، والدرر ٢/ ٥٠٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٥١٦، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٤٤٨، والحماسة البصرية ٢/ ٣٦٨، وشرح الأشموني ٣/ ٦٥٨، ومجالس ثعلب ١/ ١١٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٥٦.

٨٦٩ - البيت بلا نسبة في الإنصاف ص ٧٤٧، وأوضح المسالك ٤/ ٢٩٧، وتذكر النحاة ص ٥٠٩، والدرر ٢/ ٥٠٨، وشرح الأشموني ٣/ ٦٥٨، وشرح ديوان زهير ص ٧٣، ولسان العرب ١٥/ ١٣٦ "غنا", والمقاصد النحوية ٤/ ٥١٣، والمنقوص والممدود ص ٢٨.

(٤) انظر هذه القراءة في المحتسب ٢/ ١١٤، والبحر المحيط ٦/ ٤٦٥، والدرر ٢/ ٥٠٨.

(٥) المقصور والممدود لابن ولاد ص ٥٣ - ٥٤.