باب المقصور والممدود
  ويضربون بهم(١) مثلا في كل نوع من أنواع الخير، وأنهم مع هذا أهل الوفاء بالعهود من حادث متجدد(٢)، وقديم ماض.
  ومنع الفراء قصر الممدود للضرورة فيما له قياس يوجب مده، نحو: فعلاء "أفعل"(٣)، لأن "فعلاء" تأنيث أفعل لا يكون إلا ممدودا، فلا يجوز عنده أن يقصر للضرورة، ورد بقول الأقيشر: [من المنسرح]
  ٨٩٥ - فقلت لو باكرت مشمولة ... صفرا كلون الفرس الأشقر
  فقصر: صفراء، للضرورة، وهي: فعلاء أنثى: أفعل فلهذا لم يعتد بخلافه، وحكي الإجماع على الجواز تبعا للناظم.
  "واختلفوا في جواز مد المقصور للضرورة، فأجازه الكوفيون متمسكين بنحو قوله: [من الوافر]
  ٨٩٦ - سيغنيني الذي أغناك عني ... فلا فقر يدوم ولا غناء
  فمد: غنى للضرورة مع أنه مقصور، وورد في الاختيار كقراء طلحة بن مصرف: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}[النور: ٤٣] بالمد(٤)، ووافقهم ابن ولاد(٥)، وابن خروف "ومنعه البصريون" وقالوا: القراءة شاذة، "وقدروا الغناء في" هذا "البيت مصدرا لـ: غانيت" لأنه يقال: غانيت غناء كـ: قاتلت قتالا، لا مصدر لـ: غنيت" غنى كـ: رضيت رضى، "وهو تعسف" وإلى الخلاف في ذلك أشار الناظم بقوله:
  ٧٧٧ - .................................. ... ........ والعكس بخلف يقع
(١) في "أ": "يضربونهم".
(٢) في "أ": "ممتد".
(٣) سقط من "ط"، والدرر ٢/ ٥٠٦.
٨٩٥ - البيت للأقيشر الأسدي في ديوانه ص ٤٣، والدرر ٢/ ٥٠٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٥١٦، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٤٤٨، والحماسة البصرية ٢/ ٣٦٨، وشرح الأشموني ٣/ ٦٥٨، ومجالس ثعلب ١/ ١١٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٥٦.
٨٦٩ - البيت بلا نسبة في الإنصاف ص ٧٤٧، وأوضح المسالك ٤/ ٢٩٧، وتذكر النحاة ص ٥٠٩، والدرر ٢/ ٥٠٨، وشرح الأشموني ٣/ ٦٥٨، وشرح ديوان زهير ص ٧٣، ولسان العرب ١٥/ ١٣٦ "غنا", والمقاصد النحوية ٤/ ٥١٣، والمنقوص والممدود ص ٢٨.
(٤) انظر هذه القراءة في المحتسب ٢/ ١١٤، والبحر المحيط ٦/ ٤٦٥، والدرر ٢/ ٥٠٨.
(٥) المقصور والممدود لابن ولاد ص ٥٣ - ٥٤.