شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 616 - الجزء 2

  أما إلحاق هاء السكت فلبيان الحركة، ثم الموقوف عليه تارة يكون منونًا وتارة يكون غير منون.

  فأما "إذا وقفت على منون" غير مؤنث بالتاء فللعرب فيه ثلاث لغات:

  حذف التنوين مطلقًا، والوقف بالسكون مطلقًا، وهو لغة ربيعة.

  وإبدال التنوين مطلقًا ألفًا بعد الفتحة، وواوًا بعد الضمة، وياء بعد الكسرة، وهي لغة الأزد.

  والتفصيل بين المفتوح وغيره "فأرجح اللغات" الثلاث "وأكثرها أن يحذف تنوينه بعد الضمة والكسرة"، ويسكن ما قبل التنوين "كـ: هذا زيد، و: مررت بزيد" بسكون الدال في المثالين، "وأن تبدل ألفًا بعد الفتحة إعرابية كانت" الفتحة "كـ: رأيت زيًدا. أو بنائية كـ: إيها" بكسر الهمزة وسكون الياء التحتانية بمعنى: "انكفف"⁣(⁣١)، "و: ويها" بفتح الواو [وسكون الياء]⁣(⁣٢) بمعنى "أعجب"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٨٨١ - تنوينا اثر فتح اجعل ألفا ... وقفا وتلو غير فتح احذفا⁣(⁣٣)

  وإنما أبدل التنوين بعد الفتحة ألفًا لأن التنوين يشبه⁣(⁣٤) الألف من حيث كان⁣(⁣٥) اللين في الألف يقاربه الغنة في التنوين، فأبدلوه ألفًا لما بينهما من المقاربة. ولم يبدل بعد الضمة واوًا وبعد الكسرة ياء لمكان [ثقل الواو والياء في نفسهما، وإذا اجتمعت الضمة مع الواو، والكسرة مع الياء زاد الثقل، ولم يكن في الفتحة مع الألف ثقل فتركوها]⁣(⁣٦) على حالها.

  وأما المؤنث بالتاء فإن تنوينه يحذف مع الضمة، كما يحذف مع غيرها، وتبدل التاء هاء، ومن وقف بالتاء فإنه يبدل من التنوين ألفًا بعد الفتحة ويقول: "قائمتا" على إحدى اللغتين. وإذا وقف على المقصور المنون وجب إثبات الألف في الأحوال الثلاثة، وفيه ثلاثة أقوال:


(١) في شرح شذور الذهب ص ١١٦: "ولا تقل بمعنى اكفف، كما يقول كثير منهم".

(٢) إضافة من "ب".

(٣) ما بين المعكوفين سقط من "ب".

(٤) في "ط": "شبيه".

(٥) في "ط": "أن".

(٦) سقط ما بين المعكوفين من "ب".