شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب نقل حركة الحرف المتحرك المعتل إلى الساكن الصحيح قبله

صفحة 749 - الجزء 2

  "مثال الواوي: مقول، ومصوغ" والأصل: "مقوول، ومصووغ"، بواوين، الأولى عين الكلمة، والثانية واو "مفعول" نقلت حركة العين إلى ما قبلها، فالتقى ساكنان، وهما الواوان، حذفت واو "مفعول" عند سيبويه⁣(⁣١)، وعين الكلمة عند الأخفش⁣(⁣٢)، ويظهر أثر الخلاف في الميزان، فوزنه على الأول، "مفعل"، وعلى الثاني، "مفول".

  "و" مثال "اليائي" بياء النسبة. "مبيع، ومدين" أصلهما: "مبيوع، ومديون"، نقلت حركة العين إلى ما قبلها، فالتقى ساكنان, فحذفت واو "مفعول" ثم كسر ما قبل الياء، لئلا تنقلب واوًا، فيلتبس بالواوي، وعين الكلمة عند الأخفش، ثم قلبت الضمة كسرة لتقلب الواو⁣(⁣٣) ياء, لئلا يلتبس بالواوي، ومذهب سيبويه أولى، لأن التقاء الساكنين إنما يحصل عند الثاني، ولأن قلب الضمة إلى الكسرة خلاف قياسهم، فإن قيل: الواو علامة، والعلامة لا تحذف، قلنا، لا نسلم أنها علامة، بل إشباع الضمة لرفضهم "مفعلا" في كلامهم "إلا "مكرما، ومعونًا"⁣(⁣٤) بنقل ضمة الواو إلى ما قبلها، والعلامة إنما هي الميم، يدل على ذلك كونها علامة "المفعول" في المزيد فيه من غير الواو، فإن قيل: إذا اجتمع الزائد والأصلي فالمحذوف هو الأصلي كالياء من "غاز" دون التنوين.

  وإذا التقى ساكنان، والأول حرف مد، يحذف الأول كما في "قل، وبع وخف"، قلنا: كل ذلك إنما يكون إذا كان الثاني من الساكنين حرفًا صحيحًا، وأما هنا فليس كذلك، بل هما حرفا علة.

  "وبنو تميم تصحح اليائي" دون الواوي، لأن الياء أخف عليهم من الواو، "فيقولون: مبيوع، ومخيوط"، كما يقولون: "مضروب" وذلك مطرد عندهم، "قال" شاعرهم يصف الخمرة: [من الكامل]

  ٩٦٨ - وكأنها تفاحة مطيوبة ... ...........................


(١) الكتاب ٤/ ٣٤٨.

(٢) حاشية الصبان ٤/ ٣٢٤.

(٣) سقط من "ب".

(٤) في "ب": "معولا".

٩٦٨ - صدر بيت لم يعرف عجزه، وهو لشاعر تميمي في المقاصد النحوية ٤/ ٥٧٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٤٠٤، والخصائص ١/ ٢٦١، والمقتضب ١/ ١٠١، والمنصف ١/ ٢٨٦، ٣/ ٤٧، وشرح ابن الناظم ص ٦١٣.