شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 164 - الجزء 1

  يعقل، فلا مجانسة بينهما، وكلا التعليلين ضعيف، أما الأول فلأن بقية أدوات الاستفهام كما في الإبهام، فلا خصوصية لإلحاق من دونها. وأما الثاني فلأن "ما" مختصة بما لا يعقل، كما أن "من" مختصة بمن يعقل، إلا أن يقال إن ما لا يعقل أوسع دائرة ممن يعقل، والمرجع في ذلك إلى السماع، وكلاهما مسموع، فالأول "كقول لبيد" ابن ربيعة العامري: [من الطويل]

  ١٠٩ - "ألا تسألون المرء ماذا يحاول" ... أنحب فيقضي أم ضلال وباطل

  أنشده سيبويه⁣(⁣١). فـ"ما" مبتدأ و"ذا" اسم موصول خبر، وجملة "يحاول"، صلته والعائد محذوف، و"يحاول": يطلب، و"النحب" بفتح النون وسكون الحاء المهملة: أصله المدة والوقت، يقال: قضى فلان نحبه، إذا مات، والمراد به هنا النذر، والمعنى: ألا تسألان المرء ما الذي يطلبه ويحاوله باجتهاده في الدنيا، وأنذر أوجبه على نفسه، فهو يسعى في وفائه، أم هو في ضلال وباطل. "و" الثاني نحو "قوله" وهو أمية بن أبي عائد الهذلي، كما قال ابن مالك⁣(⁣٢)، أو أمية بن الصلت، كما قال العيني⁣(⁣٣): [من المتقارب]

  ١١٠ - ألا إن قلبي لدى الظاعنينا ... حزين "فمن ذا يعزي الحزينا"

  أنشده ابن مالك. فـ"من" مبتدأ، و"ذا" اسم موصول خبر، وجملة "يعزي الحزينا" صلته، و"الظاعنين" جمع ظاعن؛ من ظعن: إذا سار. "والكوفي لا يشترط" في موصولية "ذا" تقدم "من" ولا "ما" الاستفهاميتين، "واحتج بقوله" وهو يزيد بن مفرغ الحميري: [من الطويل]


١٠٩ - البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢٥٤، والأزهية ص ٢٠، والجنى الداني ص ٢٣٩، وخزانة الأدب ٢/ ٢٥٢، ٢٥٣، ٦/ ١٤٥، ١٤٧، وديوان المعاني ١/ ١١٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٠، وشرح شواهد المغني ١/ ١٥٠، ٢/ ٧١١، والكتاب ٢/ ٤١٧، ولسان العرب ١/ ٧٥١ "نحب"، ١١/ ١٨٧ "حول"، ١٥/ ٤٥٩ "ذو"، والمعاني الكبير ص ١٢٠١، ومغني اللبيب ص ٣٠٠، وتاج العروس ٤/ ٢٤٣ "نحب"، "ما"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٥٩، ورصف المباني ص ١٨٨، وشرح ابن الناظم ص ٦٢، وشرح الأشموني ١/ ٧٣، وشرح التسهيل ١/ ١٩٧، وشرح الرضي ٣/ ٦٥، وشرح المفصل ٣/ ١٤٩، ١٥٠، ٤/ ٢٣، وكتاب اللامات ص ٦٤، ومجالس ثعلب ص ٥٣٠.

(١) الكتاب ٢/ ٤١٧.

(٢) شرح التسهيل ١/ ١٩٩.

(٣) المقاصد النحوية ١/ ٤٤١.

١١٠ - البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في ديوانه ص ٦٣، وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٦، وشرح التسهيل ١/ ١٩٩، ولأمية بن أبي الصلت في المقاصد النحوية ١/ ٤٤١، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٦١.