شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 165 - الجزء 1

  ١١١ - عَدَس ما لعباد عليك إمارة ... "أمنت وهذا تحملين طليق"

  وتقرير الحجة منه أن "هذا" اسم موصول مبتدأ، ولم يتقدم عليه "ما" ولا "من"، وتحملين: صلته والعائد محذوف، وطليق: بمعنى مطلق خبر المبتدأ، "أي: والذي تحملينه طليق، وعندنا" معشر البصريين⁣(⁣١) "أن "هذا" اسم إشارة" على أصله، لا موصول⁣(⁣٢)؛ لأن "ها" التنبيه لا تدخل

  على الموصولات وهو مبتدأ، "وطليق": خبره، وهي "جملة اسمية، وتحملين: حال" من فاعل طليق المستتر فيه متقدمة على عاملها، "أي: وهذا طليق محمول لك"، وعدس؛ بفتح العين والدال والسين المهملات: اسم صوت لزجر البغل، وعباد: هو ابن زياد بن أبي سفيان، وكان يزيد يكثر من هجوه، حتى كتبه على الحيطان، فلما ظفر به ألزمه محوه بأظفاره، ففسدت أنامله، ثم أطال سجنه، فكلموا فيه معاوية فأمر بإخراجه، فلما خرج قدمت بغلة فركبها فنفرت فقال⁣(⁣٣):

  عدس ما لعباد عليك إمارة ... .........................

  البيت. و"إمارة" بكسر الهمزة: أي: أمر.

  ولا تختص "ذا" الإشارية بذلك عند الكوفيين، بل جميع أسماء الإشارة يجوز أن تستعمل عندهم موصولات⁣(⁣٤) نحو: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}⁣[طه: ١٧] قالوا⁣(⁣٥): إن "تلك" موصول و"بيمينك" صلة, أي: وما التي بيمينك, وعندنا أن "بيمينك" حال


١١١ - البيت ليزيد بن مفرغ في ديوانه ص ١٧٠، وأدب الكاتب ص ٤١٧، والاقتضاب ٦٢٧، والأغاني ١٨/ ٢٧٠، والحماسة البصرية ١/ ١٧٣، والإنصاف ٢/ ٧١٧، وتخليص الشواهد ص ١٥٠، وتذكرة النحاة ص ٢٠، وجمهرة اللغة ص ٦٤٥، وخزانة الأدب ٦/ ٤١، ٤٢، ٤٨، والدرر ١/ ١٥٣، وشرح ابن الناظم ص ٦١، ولسان العرب ٦/ ٤٧، "حدس"، ١٣٣، "عدس"، والمقاصد النحوية ١/ ٤٤٢، ٣/ ٢١٦، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٦٢، ٤٤٧، وأوضح المسالك ١/ ١٦٢، وخزانة الأدب ٤/ ٣٣٣، ٦/ ٣٨٨، وشرح الأشموني ١/ ٧٤، وشرح الرضي ٣/ ٢٣، ١٢٢، وشرح شذور الذهب ص ١٤٧، وشرح قطر الندى ص ١٠٦، وشرح المفصل ٢/ ١٦، ٤/ ٢٣، واللسان ١٥/ ٤٦٠ "ذوا"، والمحتسب ٢/ ٩٤، ومغني اللبيب ٢/ ٤٦٢، وهمع الهوامع ١/ ٨٤. وتاج العروس "ذا".

(١) الإنصاف ٢/ ٧١٩.

(٢) يرى الكوفيون أن "هذا" بمنزلة "الذي" ويستعملونها موصولة. انظر الدرر ١/ ١٥٣، والإنصاف ٢/ ٧١٩.

(٣) الأغاني ١٨/ ٢٧٠.

(٤) الإنصاف ٢/ ٧١٧، وشرح الرضي ٣/ ٢٣.

(٥) الإنصاف ٢/ ٧١٧، والاقتضاب ص ٦٢٧.