مدخل
  خبر مقدم، والباء بمعنى "في" لا زائدة. والمعنى على الأول: أيكم المفتون؛ أي: المجنون. وعلى الثاني: الفتنة بأيكم، أي: الجنون في أيكم.
  "و" منه "عند بعضهم" وهو ابن عصفور قوله ﷺ: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم"(١)، فـ "الصوم" مبتدأ مؤخر، و"عليه" خبر مقدم، والباء زائدة في المبتدأ. وقيل: "عليه" اسم فعل، وفاعله مستتر فيه، و"الصوم" مفعول به، والباء زائدة في المفعول. وحجة الأول أن إغراء الغائب شاذ، فإن "عليه" إذا كان اسم فعل يكون نائبا عن "ليلزم"، والشيء الواحد لا يقوم مقام شيئين مختلفي الجنس وهما لام الأمر والفعل.
  ورد بأن ذلك إذا كان المراد به الغائب، والمراد هنا المخاطب، وإنما جيء بالضمير غائبا على لفظ "من"، وإلا فهو مخاطب في المعنى، قاله أبو إسحاق الجزري في نقده على مقرب ابن عصفور.
  والثاني: وهو الذي يشبه الزائد، نحو: [من الطويل]
  ١٣٥ - ................................ ... لعل أبي المغوار منك قريب
  ونحو: رب رجل صالح لقيته، فمجرور "لعل" و"رب" في موضع رفع بالابتداء؛ لأن "لعل" و"رب" في موضع رفع بالابتداء؛ لأن "لعل" و"رب" أشبها الحرف الزائد(٢) في كونهما لا يتعلقان بشيء.
  "والوصف" يتناول اسم الفاعل، والمفعول، الصفة المشبهة، واسم التفضيل، والمنسوب، "نحو: أقائم هذان"(٣)، وما مضروب العمران، وهل حسن الوجهان، وهل
(١) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب: الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة، برقم ١٨٠٦، وهو في كشف المشكلات ص ١١٥، وانظر تخريج المحقق فيه.
١٣٥ - صدر البيت:
"فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة"
، وهو لكعب بن سعد الغنوي في الأصمعيات ص ٩٦، والاقتضاب ص ٧٦١، وخزانة الأدب ١٠/ ٤٢٦، ٤٢٨، ٤٣٠، ٤٣٦، والدرر ٢/ ٨٠، ٣٤٨، وديوان المعاني ٢/ ١٧٩، وسر صناعة الإعراب ١/ ٤٠٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٦٩، وشرح شواهد المغني ص ٦٩١، ولسان العرب ١/ ٢٨٣ "جوب"، ١١/ ٤٧٣ "علل"، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤٧، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٧٥، وشرح الأشموني ١/ ٥٦، وشرح ابن عقيل ٢/ ٤، وكتاب اللامات ص ١٣٦، ولسان العرب ١٢/ ٥٥٠ "لمم"، ومغني اللبيب ٣٧٧، " ١/ ٢٨٦"، وهمع الهوامع ٢/ ٣٣، ١٠٨، وشرح الجواليقي ص ٣٨٢.
(٢) في "رب": "الزيدان".
(٣) قال الشنقيطي في الدرر ٢/ ٨١: "اعتبار زيادتها من هذه الجهة أولى من عدم اعتبار زيادتها من جهة إفادتها لمعنى تأسيسي وهو الترجي؛ كغيرها من الحروف التي هي غير زائدة". وانظر حاشية الصبان ١/ ١٨٩، ومصادر تخريج البيت.