فصل 7 "في ما ولا ولات وإن المعملات عمل ليس تشبيها بها" في النفي
  "ولأجل هذا الشرط أيضًا" وهو: أن لا ينتقض نفي الخبر "وجب الرفع بعد "بل" و"لكن" في نحو: ما زيد قائمًا بل قاعد، ولكن قاعد، على أنه خبر لمبتدأ محذوف" أي: بل هو قاعد، أو لكن هو قاعد، "ولم يجز" في "قاعد" "نصبه بالعطف" على "قائمًا" لأنه" واقع بعد "بل" أو "لكن" والواقع بعدهما "موجب" بفتح الجيم: أي مثبت، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
  ١٦٠ - ورفع معطوف بلكن أو ببل ... من بعد منصوب بما الزم حيث حل
  وأجاز المبرد كون "بل" ناقلة معنى النفي إلى ما بعدها، فيجوز على قوله: ما زيد قائمًا بل قاعدًا بالنصب على معنى: بل ما هو قاعدًا، نقله الموضح عنه في باب العطف من هذا الكتاب.
  الشرط "الثالث: أن لا يتقدم الخبر" على الاسم، خلافًا للفراء، وإن كان ظرفًا أو جارا ومجرورًا على الأصح، خلافًا لابن عصفور(١)، فإن تقدم بطل العمل، "كقولهم: ما مسيء من أعتب" فـ"مسيء" خبر مقدم. و"من أعتب" مبتدأ مؤخر.
  وحكى الجرمي: ما مسيئا من أعتب. على الإعمال، وقال: إنه لغة(٢). والمعتب: الذي عاد إلى مسرتك بعد ما ساءك. "وقوله": [من الطويل]
  ١٨٩ - "وما خذل قومي فأخضع للعدى" ... ولكن إذا أدعوهم فهم هم
  فـ"خذل" بتشديد الذال المعجمة، جمع خاذل، خبر مقدم و"قومي" مبتدأ مؤخر، "فأما قوله" وهو الفرزدق: [من البسيط]
  ١٩٠ - فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... "إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر"
(١) المقرب ١/ ١٠٢.
(٢) الارتشاف ٢/ ١٠٣.
١٨٩ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٧٩، وشرح الأشموني ١/ ١٢٢، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٤.
١٩٠ - البيت للفرزدق في ديوانه ١/ ١٨٥، والأشباه والنظائر ٢/ ٢٠٩، ٣/ ١٢٢، وتخليص الشواهد ص ٢٨١، والجنى الداني ص ١٨٩، ٣٢٤، ٤٤٦، وخزانة الأدب ٤/ ١٣٣، ١٣٨، والدرر ١/ ٢٤٢، ٤٧٧، وشرح ابن الناظم ص ١٠٤، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٢، وشرح التسهيل ١/ ٣٧٣، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٧، ٢/ ٧٨٢، والكتاب ١/ ٦٠، ومغني اللبيب ص ٣٦٣، ٥١٧، ٦٠٠، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٦، والمقتضب ٤/ ١٩١, والهمع ١/ ١٢٤، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٢٣٥، وأوضح المسالك ١/ ٢٨٠، ورصف المباني ص ٣١٢، وشرح الأشموني ١/ ١٢٢، ومغني اللبيب ص ٨٢، والمقرب ١/ ١٠٢.