شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 5

صفحة 328 - الجزء 1

  لقائم، وأما كون الماضي أكثر من المضارع فلأن "إن" المشددة شبيهة به لفظًا ومعنى، فقصدوا بعد تخفيفها أن يدخلوها على مشابهها، ويقاس على النوعين اتفاقًا، ولا يجيز جمهور البصريين دخولها على غير الناسخ، "وندر" عند غيرهم "كونه ماضيًا غير ناسخ، كقوله" وهي الشخص المسمى عاتكة بنت زيد العدوية ابنة عم عمر بن الخطاب ¥ تخاطب عمرو بن شرموز قاتل الزبير بن العوام⁣(⁣١): [من الكامل]

  ٢٥٣ - "شلت يمينك إن قتلت لمسلما" ... حلت عليك عقوبة المتعمد

  فأدخلت "إن" المخففة على "قتلت" وهو فعل ماض غير ناسخ، وشلت بفتح الشين المعجمة أفصح من ضمها إخبار ومعناه: الدعاء وحلت: وجبت، "ولا يقاس عليه"، أي: على "إن قتلت لمسلمًا": "إن قام لأنا، وإن قعد لزيد، خلافًا للأخفش" فإنه أجازه، كما قاله في المغني⁣(⁣٢)، وزاد هنا: "والكوفيين" وهو يوهم أنهم يجيزون "إن" المكسورة، ويدخلونها على: نحو قام وقعد، وذلك مخالف لقاعدتهم، فإنهم لا يجيزون تخفيف "إن" المكسورة، ويحملون على ما ورد من ذلك على أن "إن" نافية بمنزلة "ما"، واللام إيجابية بمنزلة "إلا"، قال في المغني في بحث اللام: وزعم الكوفيون أن اللام في ذلك كله بمعنى: "إلا" وأن "إن" قبلها نافية، ا. هـ.

  ومما ورد من ذلك قراءة ابن مسعود: "قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ لَقَلِيلًا" [المؤمنون: ١١٤] حكاها الأخفش في معانيه⁣(⁣٣)، وقول امرأة من العرب: والذي يحلف به إن جاء لخاطبًا, فدخلت على الماضي غير الناسخ.


(١) بعده في "ط": "يوم الجمل".

٢٥٣ - البيت لعاتكة بنت زيد في الأغاني ١٨/ ١١، وخزانة الأدب ١٠/ ٣٧٣، ٣٧٤، ٣٧٦، ٣٧٨، والدرر ١/ ٣٠٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٧١، والمقاصد النحوية ٢/ ٢٧٨، ولأسماء بنت أبي بكر في العقد الفريد ٣/ ٢٧٧، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ١٥٠، والأزهية ص ٤٩، والإنصاف ٢/ ٦٤١، وأوضح المسالك ١/ ٣٦٨، وتخليص الشواهد ص ٣٧٩، والجنى الداني ص ٢٠٨، ورصف المباني ص ١٠٩، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٤٨، ٥٥٠, وشرح الأشموني ١/ ١٤٥، وشرح ابن عقيل ١/ ٣٨٢، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٣٦، وشرح المفصل ٨/ ٧١، ٩/ ٢٧، واللامات ص ١١٦، ومجالس ثعلب ص ٣٦٨، والمحتسب ٢/ ٢٥٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٤، والمقرب ١/ ١١٢، والمنصف ٣/ ١٢٧، وهمع الهوامع ١/ ١٤٢.

(٢) مغني اللبيب ١/ ٢٤.

(٣) معاني القرآن ٢/ ٦٤٠.