مدخل
  قال أبو عبيدة المغرندي والمسرندي: الذي يغلبك ويعلوك، قلت: أجيب عنه بأنه شاذ، والمعتمد إطلاق سيبويه بأنه غير متعد(١)، واقتصر الناظم على "افعَلَلّ" و"افْعَنْلَلَ" بقوله:
  ٢٧٠ - كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا ... ....................................
  "وحكم" الفعل "اللازم أن يتعدى بالجار" وذلك مستفاد من قول الناظم:
  ٢٧٢ - وعد لازمًا بحرف جر ... .........................
  ويختلف الجار باختلاف المعنى "كـ: "عجبت منه" و"مررت به" و"غضبت عليه" وقد يحذف" الجار "ويبقى الجر" بحاله "شذوذًا" لأن حرف الجر لا يعمل محذوفًا، "كقوله" وهو الفرزدق: [من الطويل]
  ٣٧٥ - إذا قيل أي الناس شر قبيلة ... "أشارت كليب بالأكف الأصابع"
  فحذف الجار من "كليب" وأبقى عمله، والأصل: "إلى كليب" وهو كليب بن يربوع بن حنظلة(٢) أبو قبيلة جرير، و"الأصابع": فاعل "أشارت"، و"بالأكف": حال منها، و"الباء" بمعنى "مع" أي: أشارت الأصابع في حال كونها مصاحبة للأكف، فالإشارة وقعت بالمجموع، وقيل: هذا مقلوب، والأصل أشارت الأكف بالأصابع.
  "وقد يحذف" الجار فيتعدى الفعل بنفسه "وينصب المجرور" إن كان في موضع نصب "وهو ثلاثة أقسام":
(١) الكتاب ٤/ ٧٦، ٧٧.
٣٧٥ - البيت للفرزدق في ديوانه ص ١/ ٤٢٠، وتخليص الشواهد ص ٥٠٤، وخزانة الأدب ٩/ ١١٣، ١١٥، والدرر ٢/ ٩٢، وشرح شواهد الغني ١/ ١٢، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٤٢، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٤٧٢، ٣/ ٥٣، وأوضح المسالك ٢/ ١٧٨، وخزانة الأدب ١٠/ ٤١، والدرر ٢/ ٢٥٩، وشرح ابن الناظم ص ١٨٠، وشرح الأشموني ١/ ١٩٦، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٩، وشرح التسهيل ٢/ ١٥١، ٢٤٤، ٣/ ١٩٣، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٦٣٥، ومغني اللبيب ١/ ٦١، ٢/ ٦٣٤، وهمع الهوامع ٢/ ٣٦، ٨١.
(٢) في "أ"، "ب", "ط": "خطفة" وهو تحريف، والتصويب من جمهرة أنساب العرب ٢٢٤.