شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 502 - الجزء 1

  قال الموضح في حاشية التسهيل: وأشار بقوله هذا إلى التحذير بغير "إيا"، وبمثل قوله قال ابن عصفور⁣(⁣١)، وكلاهما مخالف لإطلاق ابن مالك القول بأن المصدر الذي أقيم مقام عامله في الطلب يلتزم معه الحذف. انتهى كلام الموضح.

  "أو" الوارد "مقرونا باستفهام توبيخي" وهو ثلاثة أقسام:

  توبيخ متكلم لنفسه كقول عامر بن الطفيل يخاطب نفسه: أغدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة سلولية⁣(⁣٢).

  وتوبيخ لمخاطب "نحو: "أتوانيا وقد جد قرناؤك""، أي: أتتوانى توانيًا، "وقوله"؛ وهو جرير يهجو خالد بن يزيد الكندي: [من الوافر]

  ٣٩٨ - أعبدا حل في شعبى غريبًا ... "ألؤما لا أبا لك واغترابا"

  أي: أتلؤم لؤما وتغترب اغترابًا، و"عبدًا": منادى بالهمزة: و"شعبى": بضم الشين المعجمة⁣(⁣٣) وفتح العين والباء الموحدة؛ موضع.

  والتوبيخ لغائب في حكم حاضر، كقولك لشيخ غائب وقعد أبلغك أنه يلعب: "ألعبا وقد علاك المشيب"، أي: أتلعب لعبًا.

  "و" نوع "واقع في الخبر، وذلك في" خمس "مسائل:

  إحداها: مصادر مسموعة كثر استعمالها، ودلت القرائن على عاملها"

  المحذوف "كقولهم عند تذكر نعمة وشدة: حمدًا وشكرا لا كفرًا، " وهي من أمثلة سيبويه⁣(⁣٤)، وقدره: " أحمد الله حمدًا، وأشكره شكرًا لا أكفره كفرًا، كذا يتكلم بهذه الأمثلة مجتمعة.


(١) شرح الجمل ٢/ ٤٠٧.

(٢) من الأمثال في مجمع الأمثال ٢/ ٥٧، وفصل المقال ص ٣٧٤، والمستقصى ١/ ٢٥٨، وجمهرة الأمثال ١/ ١٠٢.

٣٩٨ - البيت لجرير في ديوانه ص ٦٥٠، وإصلاح المنطق ٢٢١، والأغاني ٨/ ٢١، وجمهرة اللغة ص ١١٨١، وخزانة الأدب ٢/ ١٨٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٩٨، والكتاب ١/ ٣٣٩، ٣٤٤ ولسان العرب ١/ ٥٠٣ "شعب"، ومعجم ما استعجم ص ٧٩٩، ٨٦١، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩، ٤/ ٥٠٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٢١، ورصف المباني ص ٥٢، وشرح ابن الناظم ص ١٩٥، وشرح الأشموني ١/ ٢١٢.

(٣) في "ط": "المهملة".

(٤) الكتاب ١/ ٣١٨, ٣١٩.