فصل 2
  قال الموضح في حاشية التسهيل: وأشار بقوله هذا إلى التحذير بغير "إيا"، وبمثل قوله قال ابن عصفور(١)، وكلاهما مخالف لإطلاق ابن مالك القول بأن المصدر الذي أقيم مقام عامله في الطلب يلتزم معه الحذف. انتهى كلام الموضح.
  "أو" الوارد "مقرونا باستفهام توبيخي" وهو ثلاثة أقسام:
  توبيخ متكلم لنفسه كقول عامر بن الطفيل يخاطب نفسه: أغدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة سلولية(٢).
  وتوبيخ لمخاطب "نحو: "أتوانيا وقد جد قرناؤك""، أي: أتتوانى توانيًا، "وقوله"؛ وهو جرير يهجو خالد بن يزيد الكندي: [من الوافر]
  ٣٩٨ - أعبدا حل في شعبى غريبًا ... "ألؤما لا أبا لك واغترابا"
  أي: أتلؤم لؤما وتغترب اغترابًا، و"عبدًا": منادى بالهمزة: و"شعبى": بضم الشين المعجمة(٣) وفتح العين والباء الموحدة؛ موضع.
  والتوبيخ لغائب في حكم حاضر، كقولك لشيخ غائب وقعد أبلغك أنه يلعب: "ألعبا وقد علاك المشيب"، أي: أتلعب لعبًا.
  "و" نوع "واقع في الخبر، وذلك في" خمس "مسائل:
  إحداها: مصادر مسموعة كثر استعمالها، ودلت القرائن على عاملها"
  المحذوف "كقولهم عند تذكر نعمة وشدة: حمدًا وشكرا لا كفرًا، " وهي من أمثلة سيبويه(٤)، وقدره: " أحمد الله حمدًا، وأشكره شكرًا لا أكفره كفرًا، كذا يتكلم بهذه الأمثلة مجتمعة.
(١) شرح الجمل ٢/ ٤٠٧.
(٢) من الأمثال في مجمع الأمثال ٢/ ٥٧، وفصل المقال ص ٣٧٤، والمستقصى ١/ ٢٥٨، وجمهرة الأمثال ١/ ١٠٢.
٣٩٨ - البيت لجرير في ديوانه ص ٦٥٠، وإصلاح المنطق ٢٢١، والأغاني ٨/ ٢١، وجمهرة اللغة ص ١١٨١، وخزانة الأدب ٢/ ١٨٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٩٨، والكتاب ١/ ٣٣٩، ٣٤٤ ولسان العرب ١/ ٥٠٣ "شعب"، ومعجم ما استعجم ص ٧٩٩، ٨٦١، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩، ٤/ ٥٠٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٢١، ورصف المباني ص ٥٢، وشرح ابن الناظم ص ١٩٥، وشرح الأشموني ١/ ٢١٢.
(٣) في "ط": "المهملة".
(٤) الكتاب ١/ ٣١٨, ٣١٩.