شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 503 - الجزء 1

  قال ابن عصفور⁣(⁣١): لا يستعمل كفرًا إلا مع حمدا وشكرًا، ولا يقال: "حمدًا" وحده أو "شكرًا" إلا أن يظهر على الجواز ولا يلزم الإضمار إلا مع "لا⁣(⁣٢) كفرًا"، فهذه الأمور جرت مجرى المثل، ينبغي أن يلتزم فيها ما التزمت العرب. ا. هـ.

  "و: صبرًا لا جزعًا"، والتقدير: أصبر صبرًا، لا أجزع جزعًا، ولا يخفى ما في كلامه من اللف والنشر⁣(⁣٣) المرتب، "و" كقولهم "عند ظهور أمر معجب: عجبًا" أي: أعجب عجبا، "وعند خطاب" شخص "مرضي عنه أو مغضوب عليه: أفعله" أنا "وكرامة ومسرة" أي: أفعل⁣(⁣٤) ما تريد وأكرمك كرامة وأسرك مسرة، ولا تستعمل "مسرة" إلا بعد "كرامة" و"كرامة": اسم مصدر "أكرم"، "ولا أفعله ولا كيدًا ولا هما" أي: أكاد كيدًا، ولا أهم هما، هذا تقدير⁣(⁣٥) سيبويه⁣(⁣٦)، واختلف في تقديره: "أكاد" فقال الأعلم: هي الناقصة، وقال ابن طاهر: هي التامة، والمعنى: ولا مقاربة⁣(⁣٧)، وقال ابن خروف: يحتمل الوجهين. "وهما" من هممت بالشيء. ولا يخفى ما في كلام الموضح من اللف والنشر المرتب، فالمثبت للمرضي عنه، والمنفي للمغضوب عليه.

  المسألة "الثانية: أن يكون" المصدر "تفصيلًا لعاقبة ما قبله" من طلب أو خبر، فالأول "نحو: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} " [محمد: ٤] فـ"منا" و"فداء" ذكرا تفصيلًا لعاقبة الأمر بشد الوثاق، والتقدير: فإما أن تمنوا منا، وإما أن تفادوا فداء.

  والثاني كقوله: [من البسيط]

  ٣٩٩ - لأجهدن فإما درء واقعة ... تخشى وإما بلوغ السؤل والأمل


(١) شرح الجمل ٢/ ٤٢١.

(٢) سقطت "لا" من "أ".

(٣) اللف والنشر: أن يذكر الناظم في أول البيت أسماء متعددة غير تامة المعنى، ثم يقابلها بأشياء يعددها على ترتيبها من غير الأضداد تتمم معناها؛ إما بالجمل، وإما بالألفاظ المفردة، كقول ابن حيوس:

فعل المدام ولونها ومذاقها ... في مقلتيه ووجنتيه وريقه

(٤) بعده في "ب": "أنا".

(٥) بعده في "ط": "كلام".

(٦) الكتاب ١/ ٣١٩.

(٧) الارتشاف ٢/ ٢١٢، وهمع الهوامع ١/ ١٩١.

٣٣٩ - البيت بلا نسبة في الدرر ١/ ٤١٨، وهمع الهوامع ١/ ١٩٢، وشرح التسهيل ٢/ ١٨٨.