مدخل
  "وأن أمكن تسليطه" أي: العامل؛ على المستثنى نحو: "ما قام القوم إلا حمارًا" إذ يصح أن يقال: "قام حمار" فالحجازيون يوجبون النصب(١) " لأنه لا يصح فيه الإبدال حقيقة من جهة أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، "و" النصب "عليه قراءة السبعة: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} " [النساء: ١٥٧] بنصب "اتباع"، "وتميم ترجحه، وتجيز الاتباع" ويقرءون: "إِلَّا اتِّبَاعُ الظَّنِّ" بالرفع(٢) على أنه بدل من العلم باعتبار الموضع، ولا يجوز أن يقرأ بالخفض على الإبدال منه باعتبار اللفظ؛ لما تقدم من أنه معرفة موجبة، و"من" الزائدة التي لا تعمل فيها، وإلى هذه المسألة أشار الناظم بقوله:
  ٣١٧ - ........... وانصب ما انقطع ... وعن تميم فيه إبدال وقع
  "كقوله" وهو جران العود عامر بن الحارث: [من الرجز]
  ٤١٩ - "وبلدة ليس بها أنيس" ... إلا اليعافير وإلا العيس
  فأبدل اليعافير والعيس من أنيس، و"إلا" الثانية مؤكدة للأولى، "واليعافير" جمع يعفور، وهو ولد البقرة الوحشية و"العيس" بكسر العين: جمع عيساء، كـ"البيض": جمع بيضاء، وهي الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة، وذكر سيبويه في توجيه الرفع وجهين(٣):
(١) الكتاب ٢/ ٣٢٣، وشرح التسهيل ٢/ ٢٨٧.
(٢) انظر شرح ابن الناظم ص ٢١٦، وشرح التسهيل ٢/ ٢٨٦، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٧٠٣، والكتاب ٢/ ٣٢٣، والمقتضب ٤/ ٤١٣.
٤١٩ - الرجز لجران العود في ديوانه ص ٩٧، وخزانة الأدب ١٠/ ١٥، ١٨, والدرر ١/ ٤٨٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٠، وشرح المفصل ٢/ ١١٧، ٣/ ٢٧، ٧/ ٢١, والمقاصد النحوية ٣/ ١٠٧، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٩١، والإنصاف ١/ ٢٨١، وأوضح المسالك ٢/ ٢٦١، والجنى الداني ص ١٦٤، وجواهر الأدب ص ١٦٥، وخزانة الأدب ٤/ ١٢١، ١٢٣، ١٢٤، ٧/ ٣٦٣، ٩/ ٢٥٨، ٣١٤، ورصف المباني ص ٤١٧، وشرح ابن الناظم ص ٢١٧، وشرح الأشموني ١/ ٢٢٩، وشرح التسهيل ٢/ ٢٨٦، وشرح شذور الذهب ص ٢٦٥، وشرح الكافية الشافية ١/ ٥١٤، وشرح المفصل ٢/ ٨٠، والكتاب ١/ ٢٦٣، ٢/ ٣٢٢، ولسان العرب ٦/ ١٩٨, "كنس", ١٥/ ٤٣٣ "ألا", ومجالس ثعلب ص ٤٥٢, وهمع الهوامع ١/ ٢٢٥, وتهذيب اللغة ١٥/ ٤٢٦، وتاج العروس ١٦/ ٤٥٥، "كنس"، "ألا"، و"الواو".
(٣) الكتاب ٢/ ٣١٩, ٣٢٠.