شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 548 - الجزء 1

  أحدهما: أنهم حملوا ذلك على المعنى؛ لأن المقصود هو المستثنى، فالقائل: "ما في الدار أحد إلا حمار" المعنى فيه: ما في الدار إلا حمار، وصار ذكر "أحد" توكيدًا، ليعلم أنه ليس ثم آدمي، ثم أبدل من "أحد" ما كان مقصوده من ذكر الحمار.

  والوجه الثاني: أنه جعل الحمار إنسان الدار، أي: الذي يقوم مقامه في الأنس، كقوله: [من الوافر]

  ٤٢٠ - .................. ... تحية بينهم ضرب وجيع

  جعلوا الضرب تحيتهم؛ لأنه الذي يقوم مقام التحية عندهم.

  "وحمل عليه" أي: على اتباع المنقطع "الزمخشري⁣(⁣١) " قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ}⁣[النمل: ٦٥] فـ"من" في محل رفع على الفاعلية بـ"يعلم"، و"الغيب": مفعول به، و"الله" مرفوع على البدلية من "من" على لغة تميم، وهو استثناء منقطع؛ لعدم اندراجه في مدلول لفظه⁣(⁣٢) "من" لأنه تعالى لا يحويه مكان. وجوز السفاقسي⁣(⁣٣) أن يكون متصلًا، والظرفية في حقه تعالى مجازية، وفيه جمع بين الحقيقة والمجاز في الظرفية، وعلى هذا فيرتفع على البدل أو عطف البيان. وكلاهما ضعيف، قال ابن مالك⁣(⁣٤): والمخلص من هذين المحذورين أن يقدر: قل لا يعمل من يذكر في السموات والأرض. ا. هـ. وفي الآية وجه آخر ذكره في المغني⁣(⁣٥) وهو: أن يقدر "من" مفعولًا به، و"الغيب" بدل اشتمال، و"الله" فاعل، والاستثناء مفرغ. ا. هـ.


٤٢٠ - صدر البيت:

"وخيل قد دلفت لها بخيل"

، وهو لعمرو بن معد يكرب في ديوانه ص ١٤٩، وخزانة الأدب ٩/ ٢٥٢، ٢٥٧، ٢٥٨، ٢٦١، ٢٦٢، ٢٦٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٠٠، والكتاب ٣/ ٥٠، ونوادر أبي زيد ص ١٥٠، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٣٤٥، والخصائص ١/ ٣٦٨، وشرح المفصل ٢/ ٨٠، والكتاب ٢/ ٣٢٣، والمقتضب ٢/ ٢٠، ٤/ ٤١٣.

(١) الكشاف ٣/ ١٤٩.

(٢) في "ب"، "ط": "لفظ".

(٣) انظر كتابه: غيث النفع في القراءات السبع ص ٣١٤.

(٤) شرح التسهيل ٢/ ٢٨٨.

(٥) مغني اللبيب ص ٥٨٧.