شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 586 - الجزء 1

  فـ"مشحونا": حال من "فلك" بوصفه بـ"ماخر"، ويحتمل أن يكون حالًا من الضمير المستتر في "ماخر"، وهو؛ بالخاء المعجمة؛ الذي يشق الماء شقا، و"الميم" بفتح الياء المثناة تحت وتشديد الميم: البحر، و"المشحون" بالشين المعجمة والحاء المهملة: المملوء.

  "وليس منه" أي: من المختص بالوصف قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا}⁣[الدخان: ٤ - ٥] "خلافًا للناظم" في شرح التسهيل⁣(⁣١)، "وابنه" في شرح النظم⁣(⁣٢)، فإنهما أعربا "أمرًا" المنصوب حالًا من "أمر" المجرور بالإضافة، لكونه مختصا بالوصف بـ"حكيم" مع قولهما: إنه لا تأتي لحال من المضاف إليه إلا بشرط أن يكون المضاف بعض المضاف إليه، أو كبعضه، أو عاملًا في الحال، وذلك مفقود هنا، وخالف الناظم ذلك في شرح الكافية⁣(⁣٣)، فجعله من التخصيص بالإضافة.

  وفي نصب "أمرًا" أوجه:

  أحدها: أنه على الاختصاص.

  الثاني: على المفعول له.

  الثالث: على المصدر من معنى "يفرق".

  الرابع: على الحال من "كل" أو من ضمير الفاعل في "أنزلنا"، أي: آمرين، أو من ضمير المفعول، وهو الهاء في {أَنْزَلْنَاهُ}⁣[الدخان: ٣]، أو من الضمير المستتر في "حكيم".

  الخامس: أنه مفعول "منذرين".

  "أو" مخصوصًا "بإضافة نحو: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً" لِلسَّائِلِينَ}⁣[فصلت: ١٠] فـ"سواء" حال من "أربعة"، لاختصاصها بالإضافة إلى "أيام".

  "أو" مخصوصًا "بمعمول" غير مضاف إليه "نحو: عجبت من ضرب أخوك شديدًا"، فـ"شديدًا" حال من "ضرب" لاختصاصه بالعمل في الفاعل، وهو "أخوك".

  أو مخصوصًا بعطف نحو: "هؤلاء ناس وعبد الله منطلقين"، قاله الناظم في شرح العمدة⁣(⁣٤).


(١) شرح التسهيل ٢/ ٣٣١.

(٢) شرح ابن الناظم ص ٢٣٣.

(٣) شرح الكافية الشافية ٢/ ٧٣٧.

(٤) شرح العمدة ١/ ٣٠٧.