فصل 2
  "أو مسبوقًا بنفي نحو: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} " [الحجر: ٤] فجملة: "ولها كتاب معلوم" حال من "قرية"، لكونها مسبوقة بالنفي، وزعم الزمخشري أنها صفة لقرية، وإنما توسطت الواو بينهما لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، وتابعه صاحب البديع وابن هشام الخضراوي، ورده ابن مالك من خمسة أوجه يطول ذكرها(١). فإن قلت: فقد ذكر المرادي أن من المسوغات كون الحال جملة مقترنة بواو الحال(٢) قلت: إنما يحتاج إلى ذلك في الإيجاب نحو: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}[البقرة: ٢٥٩] أما في النفي فلا؛ [لأن الواو رفعت توهم كون الجملة نعتًا، قلت: لا يمتنع أن يكون للشيء مسوغات](٣).
  "أو بنهي نحو" قول الناظم:
  ٣٣٩ - ................. "لا ... يبغ امرؤ على امرئ مستسهلًا".
  فـ"مستسهلًا" حال من "امرئ" الأول لكونه مسبوقًا بالنهي، والبغي: التعدي، والاستسهال: الاستخفاف، والمعنى: لا يتعد امرؤ(٤) على امرئ مستخفا به، "وقوله" وهو قطري بن الفجاءة الخارجي كما قال ابن مالك في شرح العمدة(٥)، لا الطرماح خلافًا لابن الناظم(٦): [من الكامل]
  ٤٣٦ - "لا يركنن أحد إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفا لحمام"
  فـ"متخوفًا" حال من "أحد"، لكونه مسبوقًا بالنهي، و"الإحجام" بكسر الهمزة وسكون الحاء المهملة وبالجيم: النكوص والتأخر، و"الوغى" بالمعجمة: الحرب، و"الحمام" بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم: الموت.
(١) شرح التسهيل ٢/ ٣٠٢, ٣٠٣.
(٢) شرح المرادي ٢/ ١٤٦.
(٣) سقط ما بين المعقوفين من "ط".
(٤) في "أ": "لا يتعدى امرئ".
(٥) شرح العمدة ص ٤٢٣.
(٦) شرح ابن الناظم ص ٢٣٤.
٤٣٦ - البيت لقطري بن الفجاءة في ديوانه ١٧١، وخزانة الأدب ١٠/ ١٦٣، والدرر ١/ ٥١٠، وشرح التسهيل ٢/ ٩٢، ٣٠٣، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٣٦، وشرح عمدة الحافظ ٤٢٣، وشرح ابن عقيل ١/ ٣٣٣ وشرح الكافية الشافية ٢/ ٧٣٩، والمقاصد النحوية ٣/ ١٥٠، وللطرماح في شرح ابن الناظم ٢٣٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣١٤، وشرح الأشموني ١/ ٢٤٧، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٠.