شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 4

صفحة 694 - الجزء 1

  و"إلهي" الأول: منادى سقط منه حرف النداء لدلالة الثاني عليه، "و" من إضافته إلى ضمير المتكلم نحو "قوله" وهو الربيع بن ضبع الفزاري: [من المنسرح]

  ٥٢٣ - أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرًا

  "والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي" وأخشى الرياح والمطرا

  قال ذلك لكبر سنه، وقد عاش ثلاثمائة وأربعين سنة على ما قيل.

  "و" النوع الثاني من النوعين: "ما يختص بضمير المخاطب، وهو مصادر مثناة لفظًا، ومعناها التكرار"؛ لأنهم لما قصدوا بها التكثير⁣(⁣١) جعلوا التثنية علمًا على ذلك؛ لأنها أول تضعيف العدد وتكثيره، "وهي: لبيك" بفتح اللام وتشديد الموحدة "بمعنى: إقامة على إجابتك بعد إقامة، و"سعديك" بمعنى: إسعادًا لك بعد إسعاد، ولا تستعمل" "سعديك" "إلا بعد: لبيك"؛ لأن "لبيك" هي الأصل في الإجابة.

  و"سعديك" كالتوكيد لها⁣(⁣٢)، قال المرادي⁣(⁣٣): أراد سيبويه بقوله: "لبيك" و"سعديك" إجابة بعد إجابة، ا. هـ. "و: حنانيك" بفتح المهملة والنون "بمعنى: تحننا عليك بعد تحنن"، قاله طرفة بن العبد: [من الطويل]

  ٥٢٤ - ........................ ... حناني بعض الشر أهون من بعض

  أنشده سيبويه⁣(⁣٤).

  "و: دواليك" بفتح الدال المهملة "بمعنى: تداولًا بعد تداول"، وهذا أنسب من قول ابن الناظم⁣(⁣٥): إدالة بعد إدالة؛ لأن الإدالة الغلبة، يقال: اللهم أدلني على


٥٢٣ - البيتان للربيع بن ضبع الفزاري في أمالي المرتضى ١/ ٢٥٦، والارتشاف ٢/ ٣٤٠، وحماسة البحتري ص ٢٠١، وخزانة الأدب ٧/ ٣٨٤، والدرر ٢/ ١٤٦، والكتاب ١/ ٩٠، ولسان العرب ١٣/ ٢٥٩، "ضمن"، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٩٧، ونوادر أبي زيد ص ١٥٩، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ١٣٧، وأوضح المسالك ٣/ ١١٤، والرد على النحاة ص ١١٥، والمحتسب ٢/ ٩٩.

(١) في "ب": "التكرير".

(٢) سقطت من "ط".

(٣) شرح المرادي ٢/ ٢٥٩.

٥٢٤ - صدر البيت:

"أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا"

، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٦٦، والدرر ١/ ٤١٢، والكتاب ١/ ٣٤٨، ولسان العرب ١٣/ ١٣٠ "حنن"، وهمع الهوامع ١/ ١٩٠، وتاج العروس "حنن"، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٢٧٣، وشرح المفصل ١/ ١١٨، والمقتضب ٣/ ٢٢٤.

(٤) الكتاب ١/ ٣٤٨.

(٥) شرح ابن الناظم ص ٢٧٨.