فصل 7
  من الصرف للوزن والوصف"؛ لأنه اسم تفضيل بمعنى الأسبق، واستفيد من حكاية أبي علي أن "أول" له استعمالان: أحدهما: أن يكون ظرفًا(١) كـ: "قبل" والثاني: أن يكون صفة كـ: "
  الأسبق" وقال آخر: [من الطويل]
  ٥٥٣ - إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن ... لقاؤك إلا من وراء وراء
  بالضم، وأنشد سيبويه: [من الرجز]
  ٥٥٤ - لا يحمل الفارس إلا الملبون ... المحض من أمامه ومن دون
  بالسكون، والقافية ههنا(٢) لو كانت مطلقة الروي لكان مبنيا على الضم؛ لأنه في نية الإضافة، قاله الشاطبي، وتقول: "جلست يمين وشمال وفوق وتحت" بالضم فيهن، والأصل: يمينك وشمالك وفوقك وتحتك.
  "ومنها: حسب" بسكون السين، "ولها" في العربية "استعمالان:
  أحدهما: أن تكون بمعنى كاف" اسم فاعل كفى "فتستعمل" مضافة "استعمال الصفات" المشتقة "فتكون نعتًا لنكرة"؛ لأنها لم تتعرف بالإضافة حملًا على ما هي بمعناه، "كـ: مررت برجل حسبك من رجل، أي: كاف لك من غيره وحالًا لمعرفة كـ: هذا عبد الله حسبك من رجل"، بنصب "حسب" على الحال من عبد الله، أي: كافيا لك من غيره، "و" تستعمل "استعمال الأسماء" الجامدة فترتفع على الابتداء "نحو: {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ}[المجادلة: ٨] فـ"حسبهم": مبتدأ، وسوغ الابتداء به الاختصاص بالإضافة، و"جهنم": خبره، ويجوز العكس، وهو أولى لأن "جهنم" معرفة بالعلمية، "وحسب" نكرة، "و" تنصب اسمًا لـ"إن" نحو: " {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} " [الأنفال: ٦٢] فـ"حسبك": اسم "إن" و"الله" خبرها، وهذا يؤيد الإعراب(٣) الأول.
  "و" يجر بالحرف نحو "بحسبك درهم" فـ"حسبك": مبتدأ، و"درهم" خبره، ولا يجوز
(١) في "ط": "اسمًا".
٥٥٣ - البيت لعتي بن مالك في لسان العرب ١٥/ ٣٩٠ "ورى"، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ٥٠٤، والدرر ١/ ٤٤٨، وشرح شذور الذهب ص ١٠٣، وشرح المفصل ٤/ ٨٧، ولسان العرب ٣/ ٩٢، "بعد"، وهمع الهوامع ١/ ٢١٠.
٥٥٤ - الرجز بلا نسبة في الكتاب ٣/ ٢٩٠، ولسان العرب ٣/ ١٦٤، "دون" ٣٧٤، "لبن" وتهذيب اللغة ١٥/ ٣٦٤، وتاج العروس "دون"، "لبن".
(٢) في "ب"، "ط": "هنا".
(٣) سقطت من "ب".