شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب إعمال المصدر وإعمال اسمه

صفحة 5 - الجزء 2

  ٤٢٥ - إن كان فعل مع أن أو ما يحل ... محله ..............................

  وبقي من شروط إعمال المصدر شروطه العدمية⁣(⁣١)، فهي أن لا يكون مصغرًا، فلا يجوز: أعجبني ضريبك زيدًا، ولا مضمرًا؛ فلا يجوز: ضربي زيدًا حسن وهو عمرًا قبيح، خلافًا للكوفيين، ولا محدودًا؛ فلا يجوز: أعجبتني ضربتك زيدًا، ولا موصوفًا، قبل العمل؛ فلا يجوز: أعجبني ضربك الشديد زيدًا، ولا محذوفًا؛ فلا يقال: إن باء البسملة متعلقة بمصدر محذوف تقديره: ابتدائي⁣(⁣٢)، خلافًا لقوم.

  ولا مفصولا من معموله بأجنبي فلا يقال: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}⁣[الطارق: ٩] معمول لـ: {رَجْعِهِ}⁣[الطارق: ٨] لأنه قد فصل بينهما بالخبر، ولا مؤخرًا عن معموله؛ فلا يجوز: أعجبني زيدًا ضربك، قاله في شرح القطر⁣(⁣٣) أحدًا من التسهيل⁣(⁣٤).

  "وعمل المصدر مضافًا أكثر" من عمله غير مضاف، وهو متفق عليه⁣(⁣٥)، ويضاف إلى الفاعل تارة وإلى المفعول أخرى؛ فالأول "نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} " [البقرة: ٢٥١]، والثاني كقوله: [من الطويل].

  ٥٧٨ - ألا إن ظلم نفسه المرء بين ... إذا لم يصنها عن هوى يغلب العقلا

  "و" عمله "منونًا أقيس" من عمله مضافًا؛ لأن يشبه الفعل بالتنكير⁣(⁣٦) "نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا}⁣[البلد: ١٤ - ١٥] فـ: إطعام، مصدر وفاعله محذوف, ويتيمًا مفعوله، والتقدير: أو إطعامه يتيمًا. والمسغبة: المجاعة، من سغب: إذا جاع. ومنع الكوفيون إعمال المصدر المنون، وحملوا ما بعده من مرفوع ومنصوب على إضمار فعل.

  "و" عمله معرفًا "بـ"أل" قليل" في السماع, "ضعيف" في القياس؛ لبعده


(١) سقط من "ب": "شروطه العدمية".

(٢) في "ب": "ابتداء".

(٣) شرح قطر الندى ص ٢٦٦.

(٤) التسهيل ص ١٤٢.

(٥) في شرح الناظم ص ٢٩٧: "وإذا كان في المصدر شرط العمل فأكثر ما يعمل مضافًا"، وانظر الارتشاف ٣/ ١٧٧، وهمع الهوامع ٢/ ٩٣.

٥٧٨ - البيت بلا نسبة في شرح قطر الندى ص ٢٦٧، وتقدم برقم ٣٢٧.

(٦) في شرح ابن الناظم ص ٢٩٧: "وإعمال المصدر مضافًا أكثر، ومنونًا أقيس، وقد يعمل مع الألف واللام"، وانظر الارتشاف ٣/ ١٧٧، وهمع الهوامع ٢/ ٩٣.