شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب إعمال المصدر وإعمال اسمه

صفحة 6 - الجزء 2

  من مشابهة الفعل بدخول "أل" عليه "كقوله": [من المتقارب]

  ٥٧٩ - ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل

  فـ: النكاية: مصدر مقرون بـ"أل" وفاعله محذوف، وأعداءه: مفعوله.

  والمعنى: ضعيف نكايته أعداءه، يظن أن الفرار من الموت يباعد الأجل. وفي التنزيل: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}⁣[الجمعة: ٨]. واختلف في المصدر المقرون بـ"أل" على أربعة أقوال؛ فسيبويه يعمله⁣(⁣١)، والكوفي لا يعمله، كما لا يعمل المنون⁣(⁣٢) وجوزه الفارسي على قبح⁣(⁣٣)، وابن طلحة إن كانت "أل" فيه معاقبة للضمير، كما في البيت، ومنع: عجبت من الضرب زيد عمرًا، ووافقه أبو حيان⁣(⁣٤)، ويرد عليهما قوله: [من الطويل]

  ٥٨٠ - عجبت من الرزق المسيء إلهه ... وللترك بعض الصالحيين فقيرا

  أي: عجبت من أن رزق المسيء إلهه، ومن أن ترك بعض الصاحلين فقيرًا. وإلى إعمال المصدر في أحوال الثلاثة أشار الناظم بقوله:

  ٤٢٤ - ............................ ... مضافًا أو مجردًا أو مع أل

  "واسم المصدر إن كان علمًا لم يعمل اتفاقًا" لتعريفه⁣(⁣٥) بالعلمية، والأعلام لا تعمل، "وإن كان ميميًّا فكالمصدر" في العمل "اتفاقًا" لأنه مصدر حقيقة، كما تقدم عن شرح الشذور⁣(⁣٦) "كقوله"؛ وهو الحارث بن خالد المخزومي، ونسبه


٥٧٩ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٢٠٨؛ وخزانة الأدب ٨/ ١٢٧، والدرر ٢/ ٣٠٤، وشرح ابن الناظم ص ٢٩٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٩٤، وشرح الأشموني ١/ ٣٣٣، وشرح التسهيل ٣/ ١١٦، وشرح شذور الذهب ص ٣٨٤، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٣٦؛ وابن عقيل ٢/ ٩٥، وشرح الكافية الشافية ٢/ ١٠١٣"؛ وشرح المفصل ٦/ ٥٩، ٦٤، والكتاب ١/ ١٩٢، والمقرب ١/ ١٣١، والمنصف ٣/ ٧١، وهمع الهوامع ٢/ ٩٣.

(١) الكتاب ١/ ٣١٩، وانظر الدرر ٢/ ٣٠٥.

(٢) الدرر ٢/ ٣٠٥.

(٣) الإيضاح العضدي ٣/ ١٦٠.

(٤) الارتشاف ٣/ ١٧٧.

٥٨٠ - البيت بلا نسبة في شرح قطر الندى ص ٢٦٩.

(٥) في "أ": "لتعرفه".

(٦) شرح شذور الذهب ص ٤١٠ - ٤١١.