باب إعمال المصدر وإعمال اسمه
  والرتاع، بكسر الراء: جمع راتعة، وهي الإبل التي ترتع(١): نعت "مائة".
  والخطاب لزفر بن الحارث الكلابي، وكان من خبره أن القطامي أسر، فخلصه؛ زفر ورد عليه ماله، وأعطاه مائة بعير من غنائم القوم الذين أسروه. وما ذكره الموضح من التفصيل والخلاف في عمل اسم المصدر لا ينافيه قول الناظم:
  ٤٢٥ - ........................... ... ... ولاسم مصدر عمل
  بالتنكير؛ لأن ذلك صادق عليه.
  "ويكثر أن يضاف إلى فاعله" لشدة اتصاله به. "ثم يأتي مفعوله" منصوبًا "نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}[البقرة: ٢٥١] فـ"دفع" مصدر مضاف إلى فاعله وهو "الله" و"الناس" مفعوله، والمعنى: ولولا أن دفع الله الناس بعضهم ببعض لغلب المفسدون، وتعطلت المصالح.
  "ويقل عكسه"، وهو أن يضاف إلى المصدر إلى مفعوله، ثم يأتي فاعله مرفوعًا، "كقوله" وهو الأقيشر الأسدي: [من البسيط]
  ٥٨٣ - أفنى بلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق
  فـ"قرع"، بالقاف والعين المهملة، مرفوع على الفاعلية بـ"أفنى"، وهو مصدر مضاف إلى مفعوله، وهو"القواقيز"؛ بقافين وزاي معجمة(٢): أقداح يشرب بها الخمر، واحدتها قاقوزة، وأما قازوزة؛ بزاءين معجمتين؛ فجمعها "قوازيز" كـ: قوارير، بمهملتين، جمع "قارورة", وأفواه: فاعل المصدر، وهو جمع "فم" وأصله: فوه؛ فلذلك ردت في الجمع. والأباريق: جمع إبريق، وروي بنصب الأفواه، فيكون من القسم الأول. وتلادي، بكسر التاء المثناة فوق: المال القديم، من تراث وغيره، "وجمعت" بتشديد الميم، و"النشب" بفتح النون والشين المعجمة: اسم يقع على الضياع والدور والأمول الثابتة التي لا يقدر الإنسان أن يرتحل بها.
(١) في "ب"، "ط": "ترتعي".
٥٨٣ - البيت للأقيشر الأسدي في ديوانه ص ٦٠، والأغاني ١١/ ٢٥٩، وخزانة الأدب ٤/ ٤٩١، والدرر ٢/ ٣٠٧، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٩١، والشعر والشعراء ص ٥٦٥، واللسان ٥/ ٣٩٦ "قفز"، والمؤتلف والمختلف ٥٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٠٨، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ٣٣٨، والإنصاف ١/ ٢٣٣، وأوضح المسالك ٣/ ٢١٢، وشرح الأشموني ٢/ ٣٣٧، وشرح شذور الذهب ص ٣٨٣، واللمع ٢٧١، ومغني اللبيب ٢/ ٥٣٦، والمقتضب ١/ ٢١، والمقرب ١/ ١٣٠، وهمع الهوامع ٢/ ٩٤.
(٢) سقطت من "ب".