شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب أفعل التفضيل

صفحة 93 - الجزء 2

  فضرورة، "إنما يصاغ التفضيل مما صيغ منه فعلا التعجيب"، وهو كل فعل ثلاثي متصرف تام مثبت قابل للتفاضل، مبني للفاعل، ليس الوصف منه على أفعل فعلاء. "فيقال" من باب "ضرب يضبب": "هو أضرب، و" من باب "علم يعلم": "أعلم، و" من باب فضل يفضل: هو "أفضل، كما يقال" في التعجب منها: "ما أضربه، و" ما "أعلمه، و" ما "أفضله"، وأعلم به وأفضل به، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٩٦ - صغ من مصوغ منه للتعجيب ... أفعل للتفضيل وأب اللذ أبي

  "وشذ بناؤه من" اسم عين نحو: هو أحنك البعيرين، بنوه من الحنك، وهو اسم عين، والمعنى: آكلهما، أي: أشدهما أكلا، "ومن وصف لا فعل له كـ: هو أقمن به، أي: أحق"، بنوه من قولهم: هوم قمن، أي: حقيق، "و" هو "ألص من شظاظ"⁣(⁣١) بنوه من قولهم: هو لص، بكسر اللام، أي: سارق. وشظاظ، بكسر الشين وبظاءين معجمتين⁣(⁣٢): اسم لص معروف من بني ضبة⁣(⁣٣)، ونقل ابن القطاع له فعلا فقال⁣(⁣٤): يقال: لص، إذا أخذ المال خفية، فعلى هذا لا شذوذ.

  "و" شذ بناؤه "مما زاد على ثلاثة كـ: هذا الكلام أخصر من غيره"، بنوه من "اختصر" فقيه شذوذان: كونه مبنيًّا للمفعول، وكونه زائدًا على الثلاثة، كما تقدم في التعجب [منه]⁣(⁣٥).

  "وفي" بنائه من الفعل الماضي الذي على وزن "أفعل؛ المذاهب الثلاثة" المتقدمة في التعجب، فقيل: يجوز مطلقا، وقيل: يمتنع مطلقًا، وقيل، يجوز إن كانت الهمزة لغير النقل.

  ["وسُمع" شذوذًا على القول بالمنع مطلقًا، وعلى المنع في أحد شقي التفضيل: "هو أعطاهم للدراهم، وأولاهم للمعروف]⁣(⁣٦)، و" سُمع شذوذًا على الثاني: "هذا المكان أقفر⁣(⁣٧) من غيره".


(١) المثل في مجمع الأمثال ٢/ ٢٥٧، وجمهرة الأمثال ٢/ ١٨٠، والدرة الفاخرة ٢/ ٣٦٩، والمستقصى ١/ ٣٢٨، وكتاب الأمثال لابن سلام ص ٣٦٦، وشرح ابن الناظم ص ٣٤١.

(٢) سقط من "ب": "وبظاءين معجمتين".

(٣) في "ب": "ضمية".

(٤) كتاب الأفعال ٣/ ١٤٤.

(٥) إضافة من "ط".

(٦) سقط ما بين المعكوفين من "ب".

(٧) في "ب": "أفقر".