شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب أفعل التفضيل

صفحة 94 - الجزء 2

  "و" سمع بناؤه "من فعل المفعول كـ: هو أزهى من ديك⁣(⁣١) " بنوه من "زهي" بمعنى "تكبر". قال في الصحاح⁣(⁣٢): لا تتكلم به العرب إلا مبنيا للمفعول، وإن كان بمعنى الفاعل. وحكى ابن دريد⁣(⁣٣): "زها يزهو: أي: تكبر"، فعلى ما حكاه ابن دريد لا شذوذ فيه، لأنه من المبني للفاعل.

  "و" سمع: "هو⁣(⁣٤) "أشغل من ذات النحيين"⁣(⁣٥) بنوه من "شغل" بالبناء للمفعول، والنحيين: تثنية نحي، بكسر النون وسكون الحاء المهملة: زق السمن، وذات النحيين: امرأة من بني تميم اللات بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتى خوات بن جبير الأنصاري قبل إسلامه فساومها، فحلت نحيا منهما مملوءًا، فقال لها: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، ثم حل الآخر وقال: أمسكيه، فلما شغل يديها حاورها حتى قضى منها ما أراد وهرب، ثم أسلم خوات فشهد بدرًا ¥.

  "و" سمع: هو "أعني بحاجتك"⁣(⁣٦)، بنوه من "عني" بالبناء للمفعول، وسمع فيه "عني" كـ: رضي، بالبناء للفاعل، فعلى هذا لا شذوذ فيه.

  "وما توصل به إلى التعجب مما لا يتعجب منه بلفظه يتوصل به إلى التفضيل"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٩٧ - وما به إلى تعجب وصل ... لمانع به إلى التفضيل صل

  "ويجاء بعده بمصدر ذلك الفعل تمييزًا⁣(⁣٧): فيقال: هو أشد استخراجًا وحمرة"، ويستثنى من ذلك فاقد الصوغ⁣(⁣٨) للفاعل، والفاقد للإثبات، فإن أشد يأتي هناك ولا يأتي هنا، وذلك مستفاد من قول الموضح: ويجاء بمصدر ذلك الفعل تمييزًا، لأن المؤول بالمصدر معرفة والتمييز واجب التنكير، كما نبه عليه الموضح في الحواشي.


(١) المثل في مجمع الأمثال ١/ ٣٢٧، والمستقصى ١/ ١٥١، والدرة الفاخرة ١/ ٢١٣، وشرح ابن الناظم ٣٤٢.

(٢) الصحاح "زهي".

(٣) جمهرة اللغة ٣/ ٢٢.

(٤) في "ب": "سمع بناؤه من شغل بالبناء للمفعول نحو: ".

(٥) المثل في مجمع الأمثال ١/ ٣٧٦، وجمهرة الأمثال ١/ ٥٣٨، ٥٦٤، والدرة الفاخرة ١/ ٢٣٦، والمستقصى ١/ ١٩٦، وفصل المقال ص ٥٠٣، وشرح ابن الناظم ص ٣٤٢.

(٦) شرح ابن الناظم ص ٣٤٢.

(٧) سقطت من"ب".

(٨) في "ب": المصوغ".